أعلنت إسرائيل اليوم الأحد، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سوف يوقع أمر الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان غدا،وذكر وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على "تويتر"، "سيوقع الرئيس ترامب غدا بحضور رئيس الوزراء نتنياهو أمرا يعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان".
وكان ترامب قد أعلن أنه "بعد 52 عاما حان الوقت لتعترف الولايات المتحدة اعترافا كاملا بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، التي تتميز بأهمية استراتيجية وأمنية حيوية بالنسبة لدولة إسرائيل واستقرار المنطقة".
وتحتل إسرائيل هضبة الجولان منذ الخامس من يونيو 1967، وترفض الانسحاب منها رغم قراري مجلس الأمن الدولي 242 و338، اللذين يطالبان إسرائيل بالانسحاب منها.
ويأتي هذا التحول الكبير على غرار قرار ترامب في ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة وهو ما أسعد إسرائيل لكنه أثار غضب الفلسطينيين والكثير من الزعماء السياسيين والقيادات الدينية في العالم العربي.
ويرجح أن يعقد الإعلان الخاص بالجولان خطة ترامب التي طال انتظارها لحل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين،فيما يلي دليل سريع عن المرتفعات التي تبلغ مساحتها 1200 كيلومتر مربع وتطل أيضًا على لبنان وتتاخم الأردن.
-سبب الخلاف على الجولان
كانت هضبة الجولان جزءًا من سوريا حتى عام 1967 حين احتلت إسرائيل معظم المنطقة في حرب الأيام الستة ثم ضمتها عام 1981، وحاولت سوريا استرداد المرتفعات في حرب عام 1973، وقعت إسرائيل وسوريا اتفاق هدنة عام 1974 ومنذ ذلك الحين يسود الجولان الهدوء النسبي،في عام 2000 أجرت إسرائيل وسوريا أرفع محادثات بينهما بشأن احتمال عودة الجولان وتوقيع اتفاق سلام،لكن المفاوضات انهارت وفشلت المحادثات التي تلتها.
أهمية الجولان لإسرائيل
تقول إسرائيل إن الحرب الأهلية في سوريا تظهر الحاجة إلى الاحتفاظ بالجولان لتكون منطقة عازلة بين البلدات الإسرائيلية، وتزعم حكومة الاحتلال إنها تخشى من أن إيران حليفة الرئيس السوري بشار الأسد تسعى إلى وجود دائم على الجانب السوري من الحدود لتشن هجمات على إسرائيل،ولكن الحقيقة أن الموارد المائية في الجولان وراء تلك الرغبة القوية في احتفاظ إسرائيل بالجولان، تتساقط مياه الأمطار من الجولان في نهر الأردن، وتوفر المنطقة ثلث إمدادات المياه الإسرائيلية.
ومن النقاط الاستراتيجية التي تتميز بها مرتفعات الجولان هي أنها تقع على بعد 31 ميلًا من غرب دمشق، وتطل على كل من: جنوب لبنان، وشمال إسرائيل، وجزء كبير من جنوب سوريا.
-من يعيش هناك
يعيش أكثر من 40 ألف شخص في الجولان التي تحتلها إسرائيل يمثل الدروز أكثر من نصفهم،والدروز أقلية عربية تستمد عقيدتها من أحد الفروع الطائفية المنبثقة عن الإسلام وكثير من المنتمين لها موالون للنظام السوري،بعد أن ضمت الجولان منحت إسرائيل الدروز خيار الحصول على الجنسية لكن أغلبيتهم رفضوا وما زالوا يحملون الجنسية السورية، كما يعيش هناك أيضا 20 ألف مستوطن إسرائيلي ويعمل كثير منهم بالزراعة والسياحة.
من يسيطر على الجانب السوري من الجولان؟
في عام 2014 اجتاح مقاتلون إسلاميون يسعون للإطاحة بالأسد محافظة القنيطرة على الجانب السوري، وأجبر المقاتلون القوات السورية على الانسحاب وكذلك فرضوا على قوات الأمم المتحدة في المنطقة الانسحاب من بعض مواقعها.
ظلت المنطقة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة حتى صيف عام 2018 حين عادت القوات السورية إلى مدينة القنيطرة والمنطقة المحيطة التي كان معظمها مدمرًا بعد حملة دعمتها روسيا واتفاق سمح للمقاتلين بالانسحاب.
-الوضع العسكري الحالي
استعادت القوات السورية الآن السيطرة على الجانب السوري من معبر القنيطرة الذي أعيد فتحه في أكتوبر تشرين الأول عام 2018 بينما لا تزال قوات الأمم المتحدة تجري تجديدات لمواقعها التي اضطرت للانسحاب منها قبل عدة سنوات.
وعلى الرغم من أن إسرائيل لمحت إلى أنها لن تعرقل عودة الجيش السوري إلى القنيطرة فإنها عبرت مرارا عن قلقها من أن الأسد قد لا يلتزم بالهدنة أو يسمح لحلفائه من إيران وجماعة حزب الله اللبنانية بالانتشار هناك.
-ما الذي يفصل الجانبين في الجولان؟
تتمركز قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في معسكرات ونقاط مراقبة في الجولان يدعمها مراقبون عسكريون من هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة.
هناك "منطقة فصل" يطلق عليها عادة المنطقة منزوعة السلاح بين الجيشين الإسرائيلي والسوري وتبلغ مساحتها 400 كيلومتر مربع ولا يسمح لقوات الجانبين بدخولها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وبموجب اتفاقية فك الاشتباك الموقعة في 31 مايو 1974 استُحدث الخط ألفاً إلى الغرب من منطقة الفصل ويجب أن تبقى القوات الإسرائيلية خلفه، وخط برافو إلى الشرق الذي يجب أن تظل القوات السورية وراءه.
وهناك منطقة تمتد لمسافة 25 كيلومترا خلف ”منطقة الفصل“ على الجانبين تخضع لقيود على عدد القوات وكم ونوعية الأسلحة التي يمكن أن يمتلكها الجانبان هناك.
وهناك معبر وحيد بين الجانبين الإسرائيلي والسوري وكان استخدامه حتى تفجرت الحرب السورية عام 2011 مقتصرا في معظم الأحيان على قوات الأمم المتحدة وعدد محدود من المدنيين الدروز بالإضافة إلى نقل المنتجات الزراعية.