هناك حالة من عدم الوضوح بشأن وقف إطلاق النار غير الرسمي مع قطاع غزة، سواء في وسط عدد من الوزراء، وخاصة في المجلس الوزاري المصغر، أو وسط الجمهور عامة،وكان قد وجّه عدد من الوزراء في المجلس الوزاري المصغر، صباح اليوم الأربعاء، انتقادات حادة لكيفية إدارة الجولة القتالية الحالية مع قطاع غزة، وأن رئيس الحكومة ينظر إلى الأوضاع بمنظار انتخابي وليس بمنظار أمني.
وقالت صحيفة هآارتس الإسرائيلية أن وقف إطلاق النار لايزال متعثراً على حدود قطاع غزة، حيث أطلقت منذ ساعات مساء أمس الثلاثاء، 3 صواريخ من قطاع غزة باتجاه شمالي وغربي النقب، تم اعتراض اثنين منهم، ورد الجيش الإسرائيلي بقصف جوي محدود نسبيا، فجر اليوم، في رفح وخان يونس،وأكدت التحليلات على أرض الواقع إلى امكانية التوقيع قريباً على وثيقة تفاهمات خاصة مع عودة الوفد الأمني المصري إلى قطاع غزة، رغم أن الأنظار تتجه إلى التطورات التي قد تحصل في ذكرى يوم الأرض، السبت، وبمناسبة مرور عام على انطلاق مسيرات العودة.
في هذه الأثناء فإن الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى خوفاً من تحول المظاهرات المخطط لها نهاية الأسبوع إلى مواجهات عنيفة.
حماس تمسك بخيوط اللعبة
وتعتبر كل الخيارات متوقعة من جهة قطاع غزة والأيام الأخيرة المتبقية للانتخابات ستحمل الكثير، قد نشهد إطلاقا للصواريخ حتى في يوم الانتخابات، حيث أن حماس التي تقرأ الخريطة الإسرائيلية جيدًا، قررت الضغط على الليمون حتى آخر قطرة، لذلك قررت التوجه نحو تصعيد الضغط فأطقلت الصاروخ نحو هشارون.
ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية بعد جهود التهدئة وقرار الجيش بعودة الروتين لغلاف غزة أطلقت المزيد من الصواريخ ورد الجيش بصورة عادية ثم أطلقت صواريخا نحو "عسقلان" .
وأكدت الصحيفة أن حماس وإسرائيل تستعدان لجولة جديدة يوم السبت المقبل في ظل الحشد العسكري الإسرائيلي على الحدود، واستعدادات حماس لتظاهرات كبيرة على طول الجدار الأمني، وأن الجيش يشعر بالقلق إزاء التظاهرات يوم السبت المقبل، مشيرةً إلى أن حماس تشعر بالضغط وتريد تحقيق النصر حتى تبرر به الثمن الذي دفعته في ضوء الازمة الاقتصادية الخانقة في القطاع.
وأضافت أن على إسرائيل تقرير هذه المعضلة المتمثلة بغزة، مشيرةً إلى أنه في حال لم يصل الوفد المصري إلى تفاهمات واضحة بشأن الحد من الاحتكاكات على السياج فمن المحتمل أن يتطور الوضع لمواجهة جديدة، كما إن الجيش يفتخر بقصفه لأهداف عالية الجودة، لكن تأثيرها على حماس محدود.
ولفتت الصحيفة إلى وجود خلل في بنك الأهداف لدى الجيش، وهو الأمر ذاته في 2014 حيث انتقد "مراقب الدولة" تلك الأهداف التي لم تؤثر على مسار العملية حينها.
بالرغم من عودة الحياة إلى طبيعتها في البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة وكذلك في داخل قطاع غزة إلا ان التوتر المشوب بالحذر لا يزال سيد الموقف، لا سيما بعد ليلة طويلة شهدت قصفاً متبادلا على أهداف في القطاع وصواريخ من غزة تجاه بلدات إسرائيلية.
وقالت مصادر للصحيفة أن مصر كتبت اتفاق تهدئة جديدة في قطاع غزة على قاعدة "الهدوء يقابله الهدوء"، على أن تستأنف مباحثات هدنة جديدة بعد مرور الأزمة الحالية.
وأضافت المصادر كادت المباحثات تنهار مع إصرار إسرائيل على أن توقف حماس جميع أنواع المظاهرات، بما فيها الإرباك الليلي ومسيرات الجمعة، وهو الأمر الذي رفضت حماس والفصائل أن يشمله في الاتفاق،وأوضحت أن حماس وافقت على اتفاق فوري، لكنها أبلغت المصريين بأن وقف جميع أشكال المظاهرات مرتبط باتفاق أوسع وأشمل حول رفع الحصار.
هل سيتم التوقيع على وثيقة تفاهمات؟
وفي سياق متصل قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنه من المحتمل اليوم أو يوم غد أن يتم التوقيع على وثيقة تفاهمات لوقف إطلاق النار.
وأكدت الصحيفة إن المبعوث المصري، أحمد عبد الحق، المسؤول عن الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية، سوف يصل قطاع غزة على رأس وفد أمني، بهدف الدفع على توقيع وثيقة تفاهمات، مضيفة أن وثيقة التفاهمات يفترض أن تضمن الهدوء في الشهور القريبة، وتشتمل أيضا على إعادة الإعمار في قطاع غزة، ووقف الفعاليات قرب السياج الحدودي، ووقف إطلاق البالونات الحارقة.
من بين بنود "الوثيقة المصرية"
1-اتفاق وقف إطلاق النار المتبادل بين غزة وإسرائيل بإيقاف أدوات مسيرة العودة وكسر الحصار من طرف الفصائل في قطاع غزة، على أن يقابله من طرف الجيش الإسرائيلي وقف شن الغارات الجوية على القطاع.
2- احتواء مليونية مسيرة العودة المقررة في الذكرى السنوية الأولى لانطلاقها في 30 مارس، من خلال ضبط تحركات المشاركين فيها، ضمن نطاق مخيمات العودة في النقاط الخمس المنتشرة على طول الشريط الحدودي (السياج الأمني) الشرقي، الذي يفصل القطاع عن الجانب الإسرائيلي.
3-يقابل هذا من الجهة الإسرائيلية بفتح معابر القطاع، التي أُعلن عن إغلاقها مباشرة عقب قصف تل أبيب بصاروخ يسمى j80.
4-إعادة فتح النطاق البحري بالمساحة السابقة نفسها، التي كان يبحر فيها الصياد الفلسطيني والمقدرة بحوالي 6 أميال، مرهونة بضبط الحدود الأمنية، وعدم الاقتراب من السياج الحدودى.
5-طلبت إسرائيل إبعاد المشاركين عن الحدود الشرقية في يوم مليونية العودة بمسافة 500 متر، الأمر الذي رفضته الفصائل الفلسطينية، وبعد التدخلات المصرية أُجل النقاش فيه إلى حين زيارة الوفد الأمني قطاع غزة.