تعد صناعة الخشب واحدة من أهم الصناعات التى تشغل حيزا كبيرا فى مصر، فهى تستخدم فى الكثير من الأغراض مثل الأوانى الخشبية والمقاعد والنوافذ وأثاث المنزل وغيرها. وإذا عدنا بالزمن نجد أن الإنسان قديما استخدم الأخشاب فى صناعة السفن البحرية لتحمل البشر والبضائع وتقلهما عبر البحار، واستخدمها أيضا لصناعة الحراب؛ لحماية نفسه من الحيوانات المفترسة، ونعرض عليكم بعض النماذج المحترفة فى صناعة المنتجات الخشبية ومراحل تصنيعها.
الأسطى "محمد يونس" صاحب ورشة خشب.. وهذه وراثة عن جدي
"محمد يونس" يبلغ من العمر 49 عاما من مواليد "الدرب الأحمر"، حاصل على معهد فنى صناعى ومتزوج، ورث هذه الحرفة عن جده وأبيه واحترفها منذ الصغر. وقال الأسطي"محمد" : "فى وقت فراغى وبعد انتهائى من الواجب المدرسي، كنت أذهب مع أبى إلى ورشة جدى حتى أتعلم أصول هذه المهنة، وبالفعل تمكنت منها وأصبحت عشقى وعملى الوحيد، حتى استطعت أن أمتلك هذه الورشة وأحلم بتطويرها وتوفير عمالة تصلح لهذه المهنة، فمعظم العمال الحاليين غير محترفين، فهم يأتون للعمل لسد احتياجاتهم النقدية، وما إن يتحقق لهم ذلك حتى يتكاسلوا عن العمل.
يجب توافر الآلات الحديثة
وأكمل: يجب أن تتوفر الآلات الحديثة فى مصر (المخاريط الأتوماتيك)، لأنها توفرالجهد، ويمكن لأى حرفى أن يعمل عليها بسلاسة.
يأتي الخشب من محافظات الصعيد
وتابع : يأتينا الخشب من بعض محافظات الصعيد مثل سوهاج، المنيا وأسوان، فهذه البلدان هى المورد الأول بالنسبة إلينا، فنقوم بنقل الخشب من هذه المدن إلى الورشة بمنطقة "الدرب الأحمر"، ويكون على هيئته الأولى عبارة عن جذوع الأشجار ليمر على عدة مراحل مختلفة، ثم يقطع بمنشار البنزين بحسب الأطوال المطلوبة، وبعد ذلك يوضع على المنشار الكهربائى ويتم ضبطه مرورا بالمخاريط حتى يأخذ الشكل النهائى المرغوب فيه.
ترك الدراسة حبا في المهنة
وفى الصدد نفسه صرح عم "حسنين" الذى يبلغ من العمر 63 عاما موظف بالقطاع العام أنه لم يكمل دراسته، ويعمل فى حرفة الصناعات الخشبية منذ 50 عاما، وقد ورث هذه الحرفة عن جده، وبسبب حبه لهذه المهنة لم يرغب فى إكمال دراسته، وفضل أن يعمل مع جده فى هذه الحرفة، ويقول: عملت فى عدة ورش بمنطقة الدرب الأحمر وأعمل بورشة الأسطى يونس منذ 5 أعوام.
شكواي الوحيدة من غلاء الأسعار
وأكد عم "حسنين" أنه لم يشكُ أبدا من الإرهاق الذى تسببه هذه المهنة، بل كانت شكواه الوحيدة من غلاء الأسعار وصعوبة العيش مع راتبه المتواضع الذى يتقاضاه، فهذا الراتب لا يكفى لسد التزاماته الشهرية من إيجار الشقة التى يقطنها والكهرباء والمياه والطعام وما إلى ذلك من احتياجات يومية، وعلق: حلمى أن أمتلك شقة صغيرة تريحنى من التنقل من مكان لآخر على فترات متقاربة.