بدأت أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب وتأهيل الأئمة والوعاظ أحدث برامجها التدريبية، والذي يشمل أئمة من 20 دولة، بهدف صقل مهاراتهم وإكسابهم الخبراتِ والأساليبَ العَصريّةَ التي ترفع مستواهم العلمي، وتساعدهم على مواجهة القضايا الفكرية والفقهية والعَقَديّة.
وأشار الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأكاديمية، إلى أن هذه الدورة تضم أئمة من: الصين ونيجيريا وكوسوفا والهند والفلبين وداغستان والصومال والعراق وغيرهم، لافتًا إلى أن برنامج ومحاضرات الدورة تراعي القضايا والاهتمامات الخاصة بدول المتدربين، لضمان الربط بين المعارف النظرية والمسائل المثارة على أرض الواقع، وهو ما يتم تعزيزه من خلال الحوار الدائم بين المتدربين والمحاضرين، بما يسهم في ترسيخ المنهج الأزهري في أذهانهم، ويساعدهم على الإسهام في تحقيق الاستقرار والتعايش المجتمعي ومواجهة الفكر المتطرف وتفنيد شبهاته.
وأوضح "فؤاد" أن برنامج الدورة لا يقتصر على المحاضرات العلمية، بل يشمل كذلك أنشطة وفعاليات ثقافية وسياحية، حيث تم تنظيم رحلة للمشاركين في الدورة إلى منطقة الأهرامات بالجيزة، لتعريفهم بإحدى أهم المعالم السياحية في مصر والعالم، كما أن تلك الرحلة تمثل درسًا عمليًا لترسيخ مفهوم التعارف والاحترام المتبادل بين مختلف الثقافات والحضارات، ودعوة للتفكير في المغزى الحقيقي من بقاء الآثار، وهو الاتعاظ والاعتبار والحث على السير والنظر، واعتبار الحضارات القديمة ثقافات تعكس وعي السابقين، وأنها الدليل المحسوس على سنن الله المطردة في خلقه، لذا فإنه لا يجوز مطلقًا العبث بها أو التعدي عليها.
من جانبهم، أعرب الأئمة والوعاظ عن تقديرهم للأزهر الشريف، وما يقوم به من دور هام في نشر تعاليم الإسلام الصحيحة، وفقًا لمنهج وسطي معتدل، مؤكدين أنَّهم سيعودون إلى بلادهم ناقلين ما تعرفوا عليه من أثار مصر وحضارتها، ليكونوا سفراء للأزهر ورسالته العالمية.
يأتي إنشاء أكاديمية الأزهر للتدريب وتأهيل الأئمة والوعاظ في إطار حرص فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على تجديد الخطاب الديني، وبناء عقول قادرة على التعامل مع فقه الواقع واستيعاب إشكاليّاته، وتقديم حلول شرعية لمشاكل الأفراد والمجتمعات والتعامل مع النصوص الشرعية وتوسيع مدارك الأئمة والوعاظ والخريجين بمختلف المعارف والعلوم.