الكنداكة السودانية.. فتاة غيرت شكل الاحتجاجات.. وتحولت لأيقونة الثورة في السودان

احتجاجات السودان

الآء صلاح فتاة سودانية، ترتدي ثوبا سودانيًا أبيضا تقليديا، حلى تراثية رائعة، وتبلغ من العمر 22 عامًا، وتدرس الهندسة والعمارة في السودان، انتشرت صورا ومقطع فيديو لها كالنار في الهشيم على منصات التواصل الاجتماعي، أثناء مشاركتها لقصيدة ثورية أمام الجموع الثورية في السودان وهي تعتلي سطح سيارة، خلال الاعتصامات الأخيرة خارج مقر القيادة العامة للجيش جعلت الجميع يردد وراء كل مقطع من شعرها كلمة "ثورة".

وتحولت صورة الفتاة السودانية إلى رمز للحراك في السودان، وربطت بين التفاعل الكبير الذي حدث مع المقطع المصور للفتاة، وصورتها الشهيرة، وبين ملابسها التقليدية التي تشبه ملابس العاملات، وعفويتها في الغناء ورد فعل المحيطين بها من المتظاهرين، كما أن صورتها شجعت آخرين على نشر صور لمشاركة المرأة السودانية في الحراك الذي بدأ منذ أشهر، وانتشرت الكثير من صورة السودانيات وهن يشاركن في المظاهرات.

وأطلق الكثير على هذه الفتاة وصف "الكنداكة السودانية"، التي أصبحت رمزا للثورة السودانية، وايقونة للثوار، و اخذت هاشتاج #حبوبتي كنداكة التي رددتها أثناء القاءها القصائد.

وكلمة "كنداكة" كانت تطلق على الملكات النوبيات قديمًا، بإشارة إلى الجمال من جهة وإرث النساء اللواتي كافحن بقوة من أجل بلدهن وحقوقهن من جهة أخرى. كما أنها أصبحت تطلق في السودان على النساء المشاركات في التظاهرات بشجاعة.

والتقطت الصحفية السودانية الناشطة "لانا هارون" الصورة الشهيرة لـ الآء صالح، ونشرتها في تغريدة لها عبر موقع التواصل "تويتر"، والتي حازت على إعجاب الآف المتابعين وتداولها الرواد على نطاق واسع جدًا حتى جعلوها أيقونة للثورة في السودان، حتى أن نشطاء على التواصل أعادوا نشرها بطرقتهم الخاصة من خلال رسمها، وكانت أكثر عبارة مرددة على صورتها "صوت المرأة.. ثورة".

ومشاركة المرأة في هذا الاحتجاجات السودانية له أهمية كبيرة وأحد علامات نجاح هذه الحركة ، فـ "تجارب كل الحركات التحريرية تشهد على أن نجاح ثورة (أية ثورة) يخضع لدرجة مساهمة النساء فيها"، وقام بعض المغردين بنشر عناوين أخبار من صحف عالمية، منها "واشنطن بوست"، كانت قد تناولت "الكنداكة السودانية" معتبرين إياها واحدة من أهم رموز الثورة السودانية، وإنها باتت رمزا لحقوق المرأة في السودان.

والقصيدة التي ألقتها آلاء الصالح كانت من كلمات الشاعر السوداني أزهري محمد علي، وجاء فيها: "ﺗﻤﺮﻕ تمرق ﺗﻘﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺪ.. ﻭﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ، اﻟﺪﻳﻦ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﺰﻭﻝ ﺇﻥ ﺷﺎﻑ ﻏﻠﻂ ﻣﻨﻜﺮ ﻣﺎ ﻳﻨﻜﺘﻢ ﻳﺴﻜﺖ ﺑﺒﻘﻰ الغلط ستين!.. كوز السجم بيغرف ﻓﻲ ﺧﻴﺮﻧﺎ ﻭﻳﺘﻤﺘﻊ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﺴﻘﻴﻨﺎ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻣﻦ ﺩﻣﻨﺎ ﺍﻟﻔﺎﻳﺮ .. ﻣﺎ ﺑﻨﻨﻜﺘﻢ ﻧﺴﻜﺖ ﻓﻲ ﻭﺵ ﻋﻤﻴﻞ ﺟﺎﻳﺮ.. ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻋﺪﻳﻢ ﺍﻟﺴﺎﺱ ﻭﺃﻧﺎ ﺟﺪﻱ #ﺗﺮﻫﺎﻗﺎ ﺣﺒﻮﺑﺘﻲ #ﻛﻨﺪﺍﻛﺔ .. ﻭﺃﻡ ﺩﺭﻋﺮﻭﺱ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻻﺑﺴﺔ الرهط ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻣﻠﻴﺎﻥ ﺑﺨﻮﺭ ﻭﻟﺒﺎﻥ ﻭﻳﺰﻏﺮﺩﻥ ﻧﺴﻮﺍﻥ ﻟﻠﻜﻞ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﺳﺎﻥ.. ﻭﺍﻧﺎ ﻳﻤﺔ ﺩﻣﻲ ﺑﻔﻮﺭ ﻣﺎﺑﻨﻜﺘﻢ ﻭﺃﺳﻜﺖ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﺴﺲ ﺩﻩ ﻳﻐﻮﺭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺳﺠﻦ ﻳﻤﺔ ﺳﺠﻨﺎً ﻳﻜﻮﺳﻮ ﺭﺟﺎل".

صالح أكدت أنها لا تتبع أي حزب، ولكنها جابت الشوارع من أجل سودان أفضل.

ويواصل السودانيون احتجاجاتهم للشهر الرابع على التوالي، في محاولة للضغط على البشير ودفعه للتنحي عن الحكم بعد 25 عامًا من تسلمه الرئاسة في البلاد، والمطلوب لمحكمة الجنايات الدولية.

وبدأت الجولة الأخيرة من الاحتجاجات في تاريخ مهم في التاريخ السوداني هو 6 أبريل، وهو اليوم الذي أطيح فيه بالرئيس الأسبق جعفر النميري في عام 1985.

واندلعت الاحتجاجات إثر أزمة اقتصادية خانقة تتعرض لها السودان منذ عام 2011، واستخدمت قوات الأمن العنف ضدّ المتظاهرين في مرات عدة، كما تعرض المئات للاعتقال على خلفية المشاركة في الحراك، لكنهم تحدوا الغاز المسيل للدموع وقوات الأمن، ودعوا الجيش للتدخل لإجبار البشير على التنحي، أثناء تجمعهم هذا الأسبوع خارج القصر الرئاسي ومقر الجيش السوداني.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وزير الخارجية الإسرائيلي: سننهي الحرب في غزة عندما نحقق أهدافنا