يعيش النادى الأهلى حالة من التخبط وعدم الاستقرار، بسبب النتائج المخيبة للآمال، وتدهور مستوى الفرق الجماعية، وخاصة الفريق الأول لكرة القدم، الذى سقط إفريقيا بهزيمة تاريخية، وابتعد مرة أخرى عن قمة الدورى العام، بعد خسارة أمس من فريق بيراميدز، ما أدى لردود أفعال غاضبة من الجماهير ومن قبلهم أعضاء الجمعية العمومية، بالرغم من أن الكبوة الحالية للأحمر ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.
والقارئ فى فصول التاريخ الكروى المصرى بشكل عام، وتاريخ النادى الأهلى على وجه الخصوص، يجد أن الفريق الأعرق والأكبر محليا وإفريقيا وعربيا، مر بأزمات مشابهة، استطاع التغلب عليها، والعودة مجددا للانتصارات، وفى التقرير التالى يستعرض "أهل مصر" تاريخ أزمات الأهلى وطرق الخروج منه.
الأزمة الأولى:
فى بداية تسعينيات القرن الماضي، وعقب تولى الكابتن عبده صالح الوحش رئاسة النادي، قام مجلس الإدارة، بالتعاقد مع الإنجليزى مايكل إيفرت، لتدريب فريق الكرة، بعد تألقه مع فريق المقاولون العرب، ولكن النتائج جاءت مخيبة للآمال، حيث فشل فشلا ذريعا مع الأهلي، ووصل الأمر إلى أن الفريق احتل معه المركز العاشر بجدول الدورى العام، بعد الخسائر المتوالية من أغلب الفرق، وهو ما تسبب فى غضب الجماهير وأعضاء الجمعية العمومية، وقاموا بسحب الثقة من الإدارة.
وبدأت عملية الإصلاح مع تولى زعيم الأهلاوية وأسطورة الإدارة الكابتن صالح سليم مقاليد الأمور، بعد نجاحه فى الانتخابات، حيث قام بإسناد القيادة الفنية للفريق للكابتن أنور سلامة، وأعاد الثنائى حسام وإبراهيم حسن للفريق بعد رحلة احتراف قصيرة، وتم تصعيد عناصر من الناشئين، والتعاقد مع عدد من اللاعبين، علاوة على الاستغناء عن نجوم ولاعبين كبار، فيما عرف بالمجزرة، وهم الرباعى طاهر أبو زيد وربيع ياسين وعلاء ميهوب ومحمود صالح، ليعود الفريق للقمة مرة أخرى، ويحقق الفوز ببطولة الدورى ٧ مواسم متتالية متتالية، ويحقق بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري، وعدد من البطولات عربية.
الأزمة الثانية:
مع بداية الألفية الجديدة تراجع فريق الأهلى مرة أخرى، وتدهورت نتائجه، للدرجة التى خسر فيها بطولة الدورى العام ٤ مواسم متتالية، من ٢٠٠٠ إلى ٢٠٠٤، فى سابقة جديدة على الفريق، وشهدت تلك السنوات تعاقب عدد من المدربين الأجانب، الذين فشلوا جميعا فى تحقيق أى نجاح، وهم الهولندى بونفرير والألمانى ديكسى والبرتغالى تونى أوليفيرا، فقرر مجلس الإدارة استقدام البرتغالى الساحر مانويل جوزيه فى ولايته الثانية عام ٢٠٠٤، ليقود الأهلى مع جيل تاريخى من اللاعبين، للفوز بجميع البطولات.
وقام مجلس حسن حمدي بتلبية كل مطالب الداهية مانويل جوزيه، فتم التعاقد مع لاعبين مميزين، وهم: القديس ومعشوق الجماهير محمد أبو تريكة، ومحمد بركات، وحسن مصطفى، ومحمد شوقي، وعماد النحاس، وإسلام الشاطر، وسيد معوض؛ ليحتكر نادى الأهلى جميع البطولات ولمدة عقد كامل من الزمان، استولى فيها على كل البطولات التى شارك فيها وتوج بكافة الألقاب من دورى وكاس وسوبر محلى وبطولات إفريقيا، ووصل لكأس العالم للأندية عدة مرات، حقق فى نسخة منها المركز الثالث، وفى نسخة أخرى المركز الرابع.
من هنا نجد أن ما يمر به النادى الأهلى الآن ليس المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، فقط كان هناك فى الأزمات الماضية رجال صدقوا ما عاهدوا أعضاء الجمعية العمومية وملايين الأهلاوية داخل وخارج مصر عليه.. تخطوا الفشل، وبدءوا عملية الإصلاح وهيكلة فريق الكرة، على أسس سليمة ومنهج واقعي، تم فيه استئصال عناصر الفشل واللجوء إلى أهل الكفاءة والخبرة، فكان النجاح والعودة إلى المجد والبطولات.