هذا الحديث أخرجه الترمذي، وأحمد، وابن حبان، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: "حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ)، وقد صححه الشيخ الألباني رحمه الله، ورواه النسائي (5615) من غير زيادة ( فإن الصدق طمأنينة....).
قال المناوي رحمه الله: "(دع ما يريبك) أي: اترك ما تشك في كونه حسنا أو قبيحا، أو حلالا أو حراما، (إلى ما لا يريبك) أي: واعدل إلى ما لا شك فيه، يعني ما تيقنت حسنه وحِلَّه، ( فإن الصدق طمأنينة ) أي: يطمئن إليه القلب ويسكن، (وإن الكذب ريبة) أي: يقلق القلب ويضطرب، وقال الطِّيبي: جاء هذا القول ممهدا لما تقدمه من الكلام، ومعناه: إذا وجدت نفسك ترتاب في الشيء، فاتركه، فإن نفس المؤمن تطمئن إلى الصدق، وترتاب من الكذب، فارتيابك من الشيء منبيء عن كونه مظنة للباطل، فاحذره، وطمأنينتك للشيء مشعر بحقيقته، فتمسك به".