تسأل بعض النساء عن الحكم الشرعي إذا أفطرت أياما من رمضان بسبب الحيض أو ظهور دم عليها ، قبل سنوات ولم تصم هذه الأيام حتى دخول شهر رمضان مجددا، فما هو الحكم الشرعي في ذلك ؟وهل عليها اثم في عدم قضاء أيام الفطر طوال هذه السنوات؟ وهل عليها كفارة مع القضاء ؟ حول هذه الأسئلة يقول محمد صالح المنجد إن أئمة اتفقوا على أنه يجب على من أفطر أياما من رمضان أن يقضي تلك الأيام قبل مجيء رمضان التالي .ـواستدلوا على ذلك بما رواه البخاري (1950) ومسلم (1146) عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان يكون علي الصوم من رمضان ، فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان ، وذلك لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم .ويؤخذ من حرصها على ذلك في شعبان أنه لا يجوز تأخير القضاء حتى يدخل رمضان اخراه
حالات تأخير القضاء للنساء في شهر رمضان
يضيف المنجد أن حالات تأخير القضاء للنساء في شهر رمضان لا تخلو من حالتين، الأولى :أن يكون التأخير بعذر ، كما لو كان مريضا واستمر به المرض حتى دخل رمضان التالي ، فهذا لا إثم عليه في التأخير لأنه معذور . وليس عليه إلا القضاء فقط . فيقضي عدد الأيام التي أفطرها ، والحالة الثانية :أن يكون تأخير القضاء بدون عذر ، كما لو تمكن من القضاء ولكنه لم يقض حتى دخل رمضان التالي.
فهذا اثم بتأخير القضاء بدون عذر ، واتفق الأئمة على أن عليه القضاء ، ولكن اختلفوا هل يجب مع القضاء أن يطعم عن كل يوم مسكينا أو لا ؟ فذهب الأئمة مالك والشافعي وأحمد أن عليه الإطعام . واستدلوا بأن ذلك قد ورد عن بعض الصحابة كأبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم ، وذهب الإمام أبو حنيفة رحمه الله إلى أنه لا يجب مع القضاء إطعام، واستدل بأن الله تعالى لم يأمر من أفطر من رمضان إلا بالقضاء فقط ولم يذكر الإطعام ، قال الله تعالى : ( ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ) البقرة/185.