مع مرور الأجيال وتعاقب الأزمان أصبحت مقولة "الشراقوة عزموا القطار" خالدة في الأذهان إلى يومنا هذا"، البداية عام 1917، وخلال أحد أيام شهر رمضان الكريم وأمام قرية أكياد بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية تعطل قطار خط الشرق أمام القرية قبل أذان المغرب بدقائق قليلة وعلى الفور هرع أهالي القرية لتجهيز موائد الإفطار كلا حمل ما هو موجود علي مائدته وذهبت سيدات القرية حاملات صواني الأكل إلى رصيف القطار وتم إنزال جميع الركاب من أجل تناول الإفطار دون تفرقة بين مسلم ومسيحي في ذلك الوقت.
وخلال تلك الرحلة كان متواجد علي متن القطار أحد الشعراء والذي حرص علي تخليد تلك الحادثة والكتابه عنها قائلًا إن الحقيقة وباختصار هما مش عزموا القطار دا الشراقوة من كرمهم قدموا أحسن فطار العمدة والأهالى قدموا لهم كل غالى فى البلد أصبحت حكاية من حكايات الليالى أحكى يا سطور الغناوى ع الرجولة والشهامة والأصول والجدعنة الحقيقة وباختصار همه مش عزموا القطار.ومن جانب أخر، يحرص أبناء محافظة الشرقية وحتى هذه الأيام عليى إقامة موائد الرحمن لإفطار الصائمين بالإضافة إلى توزيع المياه والبلح والوجبات على المسافرين وركاب القطارات في المحطات الرئيسية قبل اذان المغرب مؤكدين ان منازلهم مفتوحه أمام الجميع في أي وقت.
وأكد "أبوشامة مصطفي كمال السيد "54 عاما مقيم حي المغازي بأبوحماد بمحافظة الشرقية، أنه أثناء ذهابه للحصول علي تأشيرة العمرة عام 1999 استقل القطار المتجه لأبوحماد مضيفا "وصلت مزلقان السكة الحديد بمركز أبوحماد والمغرب أذن بدأت أجيب مياه وأوزعها علي الركاب، وبعد كده قولت من بكرة لازم أخد الثواب وأقف أوزع على الركاب، وبدأت أنا وصديقي المهندس عمرو عبدالسلام، وأطفال الحي وبعض المواطنين بتساعدنا بنقوم بتوزيع "عصير، جوافه، أو خوخ، وزجاجة أو كيس مياه، وقطعة كيكة او باتيه، و5 بلحات" على القطار المتجه من بورسعيد لـ القاهرة والقطار المتجه من السويس لـ القاهرة وقطار في أذان المغرب متجه من الزقازيق للإسماعيلية.واستكمل "أبوشامة" أن الجميع يقوم بمساعدته مسلم ومسيحي وخصوصا الأطفال بيكون في فرحة وسعادة أثناء المشاركة في عمل الخير، مشيرا أنه أثناء التوزيع لو متواجد مسيحي بالقطار لازم يأخذ قبل المسلم.وتابع عبدالرحمن صالح19 عاما مقيم حي المغازي بأبوحماد منذ 10 سنوات أشارك بإفطار الصائمين بمساعدة أصدقائي، بنلتقي عقب صلاة العصر من بداية شهر رمضان كل عام وبنقوم بتجهيز الحاجات اللي بتتوزع .وأضاف "عبدالرحمن" في ناس من الفريق بياخدهم القطار ويمشي اثناء التوزيع وفي ناس بتنزل تاخد حاجات والقطار بيسيبهم وبنفضل معاهم لحد ماياخدوا واجبهم علي أكمل وجه مضيفا :اخواتنا المسيحين مبيرضوش ياخدو بنقولهم زيكم زي غيركم وكفاية الدعوة الحلوة.ومن ضمن مشاهد الفرحة التي شهدها اليوم، هو انضمام قبطي لفعل الخير وإطعام الصائمين، بعد أن أعطى شباب القرية 200 جنيه ليشتروا بها طعام وعصائر، بجانب شخص أخر يبيع ألعاب الأطفال، أصر على أن يوزع ألعاب الأطفال على أطفال القطار.