في ذكراها .. معلومات عن أول امرأة ضابط في الجيش المصري وأول برلمانية في عهد عبد الناصر

كثيرًا ما كانت تحظو المرأة بكثير من الإمتيازات التي فتحت لها الأبواب لمشاركتها في شتى الأعمال الخاصة بالمجتمع المدني والسياسي، وذلك على مدار العقود الخمس الماضية حتى الآن في ظل قرارات الرئيس عبد الفتاح السيسي الداعمة للمرأة ومشاركتها بأعداد كبيرة في الوزارات.

لم تكن البداية سهلة كما يتوقع الكثير، وبفضل المناضلات المصريات استطعن انتزاع الحقوق الأولية إلى أن نجحن في توجيه الرأي العام لحقوق المرأة، وحق مشاركاتها في الحياة السياسية والمجتمعية؛ لم يكن النضال مجرد وليد اللحظة لينتهي هباءً، بل ظل توجه مُلح حتى قيام ثورة يوليو وتولى الرئيس عبد الناصر رئاسة الجمهورية، لتبدأ الثورة بعهد جديد على النساء وقرارات تؤخذ للمرأة الأولى، كان لها رائداتها من النساء اللاتي شكّلن نماذج متميزة للمرأة المصرية الناجحة.

راوية عطية.. أول امرأة ضابط في الجيش

راوية عطية سياسية مصرية مشهورة، كانت أول امرأة مصرية تكسب عضوية البرلمان بعدما فازت بعضوية مجلس الأمة في انتخابات سنة 1957، ولدت "عطية" في 19 أبريل 1926 في محافظة الجيزة ، وكان والدها سكرتير عام حزب الوفد عن محافظة الغربية ودخل السجن بسبب آرائه السياسية.

أكملت راوية تعليمها على عكس أغلبية النساء المصريات في الحقبة الزمنية التي عاصرتها، وحصلت على شهادات جامعية في مجالات مختلفة وهي، الليسانس من كلية التربية جامعة القاهرة سنة 1947، ودبلوم في التربية وعلم النفس، وماچستير في الصحافة، ودبلومة في الدراسات الإسلامية، اشتغلت راوية في التدريس لمدة 15 عامًا وعملت في الصحافة فترة قصيرة لا تزيد عن ستة أشهر.

حياتها العسكرية

في سنة 1956 كانت راوية عطية أول امرأة تعمل ضابطة في الجيش المصري، وذلك بعد العدوان الثلاثي على مصر، دربت راوية 4000 امرأة على الإسعافات الأولية والتمريض لجرحى الحرب ووصلت لرتبة نقيب، وفي حرب أكتوبر سنة 1973 كانت راوية عطية رئيسة جمعية "أسر الشهداء والجنود" لذلك لقبت بأم المقاتلين الشهداء، ونتيجة لدورها في خدمة الجيش المصري حصلت راوية على عدة جوائز عسكرية.

أول برلمانية عربية

بعدما صدر دستور مصر 1956 في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، أصبح للنساء الحق لأول مرة في مصر على أن يدلو بأصواتهم؛ وأن يرشحوا أنفسهم في الإنتخابات البرلمانية. وبناء عليه رشّحت راوية عطية نفسها لعضوية مجلس الأمة في الإنتخابات التي وقعت سنة 1957 عن محافظة القاهرة حيث نجحت بالحصول على 110807 صوت، ودخلت التاريخ باعتبارها أول امرأة في مصر والدول العربية كلها تنجح في الإنتخابات البرلمانية وتصبح عضو في البرلمان .

في انتخابات مجلس الأمة سنة 1959 خسرت راوية عطية في تجديد عضويتها للبرلمان. انضمت "عطية" للحزب الوطني الديموقراطي في مصر، ورشحت نفسها مرة آخرى لعضوية مجلس الشعب في انتخابات سنة 1984 ونجحت وبقيت عضو في البرلمان المصري للمرة التانية، في سنة 1993 حصلت راوية عطية على منصب رئيس المجلس القومي للأسرة والسكان، توفيت راوية عطية زي النهارده عن عمر يناهز 71 سنة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً