"أزمة بشر" وراء تأخر الحكومة في تحويل بورسعيد إلى مدينة زكية.. المستثمرين أبرز المتضررين من غياب تدريب الموظفين.. والجمارك والضرائب "محلك سر"

غياب التأهيل يصنع الفجوة.. التحول الرقمي ببورسعيد يبحث عن تدريب الموظفين

خبراء: أحدث حلول التكنولوجيا لا قيمة لها دون تدريب العنصر البشرى.. ولا يعقل أن تتسبب المعاملات الذكية في تعطل مصالح الموطنين

"التخطيط": وفرنا تدريب لأكثر من 1.5 ألف موظف بمختلف الخدمات الحكومية ببورسعيد

في الوقت الذي تحاول فيه وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري إنجاز خطة مشروعات المنظومة الآلية الموحدة للتحول الرقمى بمحافظة بورسعيد لتكون أول محافظة رقمية ذكية بحلول يوليو المقبل إلا أن هناك عددا من التحديات والعوائق التي تعترض طريق الحكومة المصرية لتطبيق وتنفيذ المنظومة ببورسعيد ويأتي في مقدمتها عدم تدريب الموظفين على أدوات وآليات عمل الخدمات الحكومية الذكية على الرغم من التزام الوزارة بتنفيذ العديد من الخدمات والمشروعات ببورسعيد بهدف بناء معلوماتي قادر على تدشين جهاز إداري كفء فعال لتخفيف العبء على المواطنين بواسطة توفير الخدمات الحكومية الإلكترونية وإقامة منظومة الخدمات الحكومية المتكاملة.

الأمر أكده خبراء قطاعي التخطيط وتكنولوجيا المعلومات أن الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات لا قيمة له وإن شهد أفضل التقنيات واعتمد على أحدث النظم طالما غاب الاستثمار في العقول البشرية من حيث التدريب والتأهيل وتوفير البرامج التعليمية وإتاحة فرص الاستفادة من الخبرات والتجارب المميزة بما سيأتي في نهاية الأمر بنتائج عكسية قد تشمل غياب حقيقة الوعي بقيمة العمل الذي تؤديه تلك التكنولوجيا المستخدمة وبالتالي عدم القدرة على مسايرة وظيفتها ومن ثم تعطيل المصالح الحكومية وزيادة العبء على كاهل المواطنين والذي يأتي بمحافظة مثل بورسعيد تعتبر أحد البوابات الاستثمارية الكبرى للاقتصاد المصري في ظل تمتعها بعدد كبير من المناطق الاقتصادية الحرة بالإضافة إلى تواجد منافذ جمركية هامة للمستثمرين كذلك قواعد بيانات المصانع والشركات العاملة هناك فكل ذلك سيتوقف بلا قيمة طالما افتقدت الحكومة لعنصر التدريب البشري وصقل مهاراتهم على وظائف التحول الرقمي.

قال المهندس أحمد الدسوقي خبير التخطيط وأستاذ الهندسة بجامعة المنوفية أن التحول الرقمى يساهم فى تسريع مضاعفة العائد على الاستثمار وتنمية حياة المواطن هذا الكلام النظري لن يتحقق بقطاعات الصحة والتعليم والمرور والقضاء الاستثمار وغيرها كذلك شفهياً ولكن يحتاج إلى تفعيل من القطاع الحكومي في توفير أكبر قدر من البرامج التعليمية لتأهيل الموظفين والقائمين على تلك المصالح لقضاء وسد احتياجات المواطنين بشكل متطور لأنه لا يجوز أن يكون التحول الرقمي من المعاملات الورقية التقليدية إلى الخدمات الذكية أن يتسبب في تعطيل مصالح المواطنين بدلا من سرعة إتمامها وانجازها بشكل أفضل لتوفير الوقت والجهد والمال المهدر.

واستشهد الدسوقي في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر» بتوابع افتقار بورسعيد لعناصر بشرية مدربة ومؤهلة على التكنولوجيا الحديثة وكيف ستؤثر سلبياً على المستفيدين من المن المواطنين مشيراً إلى أن قطاع الاستثمار سيكون أحد القطاعات المتضررة خاصة أن رجال الأعمال والمستثمرين سيتأثروا من جراء تعطل مصالح بمختلف الهيئات التي تخدمهم وخاصة مصلحة الجمارك والضرائب التي واجهت أزمات متعددة طيلة الفترة الماضية كذلك غياب النظام الالكتروني الخاص بالمراجعات والسداد والتحصيل هناك أيضاً مصالح المناطق الاقتصادية الحرة التي تتواجد بكثرة ببورسعيد مما يحتم على الحكومة المصرية إيجاد وتوفير الموظفين على كفاءة عالية من التعلم التكنولوجي .

فيما طالب المهندس حسين الجريتلى رئيس هيئة تنمية صناعة التكنولوجيا السابق بأهمية وضع تطوير كفاءة العنصر البشري في الاعتبار من خلال التأهيل والتدريب بأكفأ البرامج على استخدام أفضل التقنيات والماكينات لأن ذلك التحدي الأساسي الذي يرتبط من خلاله بقية عناصر التطوير والتنمية لكافة الجوانب المتعلقة بجوانب نجاح تنفيذ المعاملات الالكترونية الحكومية مثل المرور والشهر العقاري والتأمين الصحي.

وأضاف الجريتلي في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر» إلى أن ما يقال حول تجربة بورسعيد كمحافظة صغيرة وعدد سكانها قليل هو أمر خاطئ تماماً لأنها تضم عدداً من المناطق الاستثمارية الهامة ومراكز الموانئ والتي تخدم قطاع كبير من المستثمرين المحليين والأجانب، مشيراً إلى أن تعطل مصالح الهيئات التي تم رقمنتها سيمثل شكل من أشكال إهدار المال العام وضياع أموال الدولة بلا جدوى لأنها لم تجد العنصر البشري الذي يستخدمها ويطوعها في المكان السليم.

من جانبه كشف محمود عادل مساعد رئيس وحدة التدريب بالمعهد القومي للتخطيط التابع لوزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح والإداري ان المعهد وفر تدريباً لأكثر من 1437 موظفاً بمحافظة بورسعيد على الخدمات الجديدة بمختلف القطاعات الحكومية والتي تشمل الصحة والمرور والقضاء والشهر العقاري والسجل المدني نافياً ما تردد عن عدم تدريب الموظفين وتأهيلهم على التكنولوجيا المستخدمة معتبراً ذلك عار تماما من الصحة ولا يمت للواقع بصلة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً