يدرس رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" تعيين "أيوب القرا" سفيراً لإسرائيل في مصر، وفقاً لما أعلنه موقع "آي 24" الإسرائيلي، جاء ذلك عقب عدم وضع وزير الاتصالات الإسرائيلي في مكان مضمون في قائمة الليكود للكنيست الـ21.
من هو "أيوب القرا"؟
أيوب قرا من مواليد 12 مارس 1955 في دالية الكرمل سياسي إسرائيلي درزي كان أحد أعضاء حزب ليكود في الكنيست ونائب وزير تطوير النقب والجليل، يعيش في عسفيا، منطقة حيفا.
عارض خطة فك الارتباط مع غزة، معادي لإيران، يدعم حل الثلاث دول من خلال سيطرة الأردن ومصر على الضفة الغربية وقطاع غزة على التوالي، ويؤيد الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية.
يعتقد قرا أن إسرائيل "لا يوجد لديها من تصنع السلام معه" حيث يهدف كل شركاء السلام لإضعاف إسرائيل،وانتقد اتفاقية أوسلو لإعطاءها "القيادة الفلسطينية المجرمة التي كانت في لبنان وتونس الشرعية ليقودوا يهودا والسامرة وغزة حسب وصفه".
اقرأ أيضاً.. أثار استهجانا واسعا.. "فيديو" يوثق لحظة اعتداء رجل أمن على معتمر بالحرم
ودعم "قرا" ضربة إسرائيلية ضد برنامج إيران النووي، حيث أكد أن الدول الإسلامية الأخرى ستدعم تلك الضربة، ولو بسرية وليس علناً.
ذلك المنصب الذي تولاه كثير من عُتاة الإجرام الإسرائيليين من بينهم موشيه ديان، اريئيل شارون، شيمون بريز، وكذلك أفيجدور ليبرمان، الذي استقال من منصب وزارة الجيش مؤخرًا بعد خلاف مع الحكومة الإسرائيلية بشأن وقف إطلاق النار مع حماس.
وعائلة الوزير "قرا" معروفة بولائها لدولة الاحتلال وخدمتها في الجيش الإسرائيلي، بدءًا بوالد العائلة الذي خدم في حرب 1948 في الجيش الإسرائيلي، مرورا بنجلي قر الذين قتلا في حرب لبنان عام 1982، وانتهاء بـ"قرا" نفسه الذي خدم ضابطا في الجيش وتم تسريحه في أعقاب إصابته بمتلازمة اضطراب ما بعد الصدمة.
اقرأ أيضاً.. ردود فلسطينية مفحمة على تصريحات السفير الأمريكي بشأن أحقية إسرائيل ضم الضفة
ويعرف نفسه كـ"إسرائيلي صهيوني"، أنهى خدمته العسكرية في الجيش الإسرائيلي برتبة رائد، عارض خطة فك الارتباط والانسحاب مع غزة، ويدعم حل الثلاث دول من خلال سيطرة الأردن ومصر على الضفة الغربية وقطاع غزة على التوالي، ويؤيد الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، ويدعم إقامة دولة فلسطينية في سيناء.
ويزعم "قرا" أن "إسرائيل لا يوجد لديها من تصنع السلام معه، حيث يهدف كل شركاء السلام لإضعافها"،وانتقد اتفاقية أوسلو لـ"إعطائها القيادة الفلسطينية الشرعية لحكم الضفة الغربية وقطاع غزة"، ويدعم ضربة إسرائيلية ضد برنامج إيران النووي.
تلقى "قرا" تحذيرا من أجهزة الأمن الإسرائيلية بسبب تهديدات بالقتل وُجهت له من أفراد في الطائفة الدرزية عقب تصويته لصالح قانون القومية اليهودية العام الماضي، وهو من مشجعي الخدمة العسكرية للدروز، ويقف رأس حربة في مواجهة المناهضين للخدمة بالجيش الإسرائيلي.
ويرتبط بعلاقات إقليمية وعربية واسعة، فقد زار في نوفمبر دولة الإمارات العربية للمشاركة بمؤتمر دولي للاتصالات، تحت رعاية محمد بن راشد، حاكم دبي ورئيس الحكومة الإماراتية، ويدعو لتعزيز الحلف مع "الدول العربية المعتدلة"، وفي مقدمتها بعض دول الخليج، عبر تسوية إقليمية تعتمد على السلام الاقتصادي.
أقام "قرا" اتصالات مع شخصيات سورية، ودعا لتنظيم حملة دولية إسرائيلية لتقديم الإغاثة للدروز في سوريا، ونشط في كردستان العراق عبر الاتصال والتواصل مع شخصيات سياسية، وشارك في مؤتمر المصالحة والحوار بين يهود ليبيا والعرب لتطبيع العلاقات بين اليهود الليبيين والدول العرب.
حارب "قرا" من أجل تحقيق حلمه ليصبح وزيرًا بعدما مارس ضغوطا عديدة على نتنياهو من أجل تعيينه، منذ بداية تشكيل الحكومة التي حلت مؤخرًا.
كيف خرج "قرا" من رحم الدروز في إسرائيل؟
يعيش معظم دروز إسرائيل في شمالي البلاد ومن أبرز قراهم وبلداتهم: دالية الكرمل وعسفيا ويركا والمغار، ويبلغ عددهم 130 ألف نسمة، بما يساوي 8 % من السكان العرب في إسرائيل وأقل من 2 % من سكان إسرائيل. ويضاف إليهم الدروز في هضبة الجولان، وهم من المقيمين الدائمين بموجب قانون مرتفعات الجولان، ومن المفارقة ان بعد الحرب الدامية في سوريا تنامى تاييد هذه المجموعة لدولة إسرائيل بعد ان كانت تقدم ولاءها للأسد.
تم تجنيد الذكور الدروز بشكل إجباري في الجيش الإسرائيلي، وعموما فإن عدد الجنود الذين يخدمون في صفوفه من أبناء الأقليات يصل إلى 6 ألف جندي، يؤدون الخدمة الإجبارية مع الجنود اليهود، وقد وصل بعضهم إلى مناصب قيادية مهمة في الجيش الإسرائيلي، و"كتيبة السيف" هي كتيبة من سلاح المشاة الإسرائيلي جميع مقاتليها من الدروز.
اقرأ أيضاً..السفير الأمريكي لدى إسرائيل يطلق تصريحا استفزازيا حول ضم الضفة.. ماذا قال
ويعتبر الإسرائيليون الدروز إخوة في الدم لاختلاط دمهم في ساحات القتال والحروب التي خاضتها إسرائيل مع جيرانها، بل حتى قبل إعلان الدولة الإسرائيلية.
يعيش اليوم في حدود دولة إسرائيل 120 ألف درزي، 100 ألف منهم في الجليل والكرمل، والباقون في هضبة الجولان،وفي 1956، وبعد عقد اتفاق مع زعيم الطائفة الدرزية، تم سن قانون يلزم الرجال الدروز بالالتحاق بجيش الدفاع الإسرائيلي، وولدت هكذا الكتيبة الدرزية.
وكتيبة "حيرف" التي تعرف أيضا بالكتيبة الدرزية هي قوة برية في عداد القوات النظامية لجيش الدفاع الإسرائيلي، معظم جنودها من الدروز، وقد تأسست سنة 1974، في أعقاب اتخاذ قرار بدمج جميع وحدات الأقليات تحت قيادة واحدة، ويعود تسميتها بـ"حيرف" وتعني السيف، إلى تفضيل الدروز للسيف كسلاح.
ويشار إلى أن احتراف الجنود الدروز وإخلاصهم لجيش الدفاع الإسرائيلي يجعلانهم عاملا مساهما هاما في تكوين قوة جيش الدفاع الإسرائيلي وقدرته على مواجهة أي تهديد يتعرض له.
أما اليوم، فيخدم الجنود الدروز في عدد من الوظائف في جيش الدفاع الإسرائيلي، من بينها:
المهام القتالية
المهام الداعمة للقتال
الاستخبارات
سلاح الطب
الكليات العسكرية
التكنولوجيا واللوجستيات