رفض عربي دولي ينبئ بتأجيل ورشة "صفقة القرن" بالبحرين

كتب : وكالات

كشفت مصادر مصرية رفيعة المستوى، عن تفاصيل جديد متعلقة بمؤتمر المنامة الاقتصادي المثير للجدل، والذي سيتم عقده في 25 و26 يونيو الجاري، وهي أن المؤتمر مهدد بالتأجيل وذلك إثر مقاطعة عربية ودولية.

وأوضحت المصادر، أن مؤتمر المنامة الاقتصادي جاء بدعوة أمريكية تمهيدًا لطرح ما تسمى إعلاميا بـ"صفقة القرن"، مؤكدة أن البحرين باتت في مأزق حقيقي؛ بعد أن رفض الكثير من الدول العربية وكذلك الأوروبية حضور المؤتمر الذي سيُعقد على أراضيها، رغم الدعوات والضغوطات الأمريكية الصريحة للمشاركة، بحسب ما نقل الخليج أونلاين.

وأكدت المصادر، أن البحرين لا تحظى بثقل وتأثير قوي على الدول العربية، فلجأت إلى السعودية والإمارات من أجل إقناع باقي الدول للمشاركة، إلا أن كل الجهود التي بُذلت حتى قبل أسبوعين من انطلاق المؤتمر لم تصل لأي نتائج، والكثير من الدول اعتذرت عن المشاركة، وأبرزها كان الموقف الرافض الأمم المتحدة.

وأشارت المصادر المصرية، إلى أن المؤتمر في حال عُقد بالتاريخ المحدد وضمن وقائع الرفض الموجودة فسيكون بمنزلة “صدمة كبيرة” للدول العربية التي تبنت المؤتمر وأعلنت رسمياً المشاركة فيه، وعلى رأسها السعودية، وضربة قوية للإدارة الأمريكية التي راهنت على نجاحه.

البحرين مجبرة على التأجيل

وقالت المصادر إنه على ضوء الرفض العربي والأوروبي الكبير للمشاركة في مؤتمر المنامة فإن البحرين ستجد نفسها مجبرة على اتخاذ قرار التأجيل لموعد لاحق، قد لا يحدد في الوقت القريب؛ نظراً لحالة التوتر بين الدول في المنطقة”.

وزادت: “من أبرز الدول التي بعثرت أوراق البحرين والدول التي تساندها كان الأردن الرافض بشدة للمشاركة في القمة، إضافة لموقف الفلسطينيين، وخاصة الرئيس محمود عباس، الذي عمم على كافة الفلسطينيين في الداخل والخارج، وعلى وجه خاص رجال الأعمال، بعدم المشاركة في المؤتمر وعدم الاستجابة لأي ضغوط أو ابتزازات مالية تقدَّم لهم للمشاركة بالمؤتمر”.

وأكدت كذلك أن الموقف الفلسطيني كان حاداً للغاية بعد رفضه المشاركة منذ اللحظة الأولى للإعلان عن الورشة، وهذا الأمر على وجه الخصوص تسبب بإضعاف قيمة وأهمية الورشة الاقتصادية؛ لكون الطرف الأساسي فيها -وهم الفلسطينيون- لا يرغبون بالحضور.

يذكر أن الدولتين العربيتين الوحيدتين اللتين أعلنتا مشاركتهما الرسمية في الورشة الاقتصادية التي أطلق عليها “السلام من أجل الازدهار” في البحرين هما السعودية والإمارات، بالإضافة إلى الدولة المضيفة، ودعت الولايات المتحدة، في 20 مايو الماضي، إلى عقد مؤتمر دولي في البحرين تحت شعار “تشجيع الاستثمار بالأراضي الفلسطينية”، ضمن “صفقة القرن” التي تعد واشنطن عدتها لإعلانها الفترة المقبلة.

رفض ومقاطعة فلسطينية

ورفضت السلطة الفلسطينية دعوة واشنطن فوراً بعد الإعلان عنها، واعتبرت أن من يحضر من الفلسطينيين إلى المؤتمر متعاون مع الولايات المتحدة و”إسرائيل”، في حين جددت السلطة، على لسان رئيسها محمود عباس، الجمعة 7 يونيو، مقاطعتها لمؤتمر البحرين، معتبرة دونالد ترامب وسيطاً غير نزيه بعد اعترافه بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”.

وسبق أن أعلنت القيادة والفصائل الفلسطينية، ورجال أعمال فلسطينيون، رفضهم لورشة البحرين؛ إذ يرون أنها إحدى أدوات واشنطن لتمرير خطتها للسلام، المعروفة إعلامياً بـ”صفقة القرن”.

ويستعد صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره، جاريد كوشنر، منذ أشهر، لكشف خطة للسلام بين دولة الاحتلال “الإسرائيلي” والفلسطينيين، التي يقول الفلسطينيون إن هدفها الاستيلاء على حقوقهم.

ومن المتوقع أن يناقش مؤتمر البحرين الفرص الاقتصادية للفلسطينيين من خلال تمويلات يقدمها حلفاء واشنطن من دول في الخليج تجمعها مع “إسرائيل” والولايات المتحدة خصومة مع إيران.

وبسبب الخلافات القائمة أرجأت الولايات المتحدة دعوة “إسرائيل” رسمياً إلى ورشة المنامة، وقالت القناة “الإسرائيلية 13″، الاثنين، إن كبير مساعدي الرئيس الأمريكي وصهره، جاريد كوشنير، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في اجتماعهما في القدس المحتلة، في 30 مايو، أن الولايات المتحدة تنتظر تأكيد المزيد من الدول العربية مشاركتها في المؤتمر قبل دعوة إسرائيل.

وتعتبر “صفقة القرن” مجموعة سياسات تعمل الإدارة الأمريكية الحالية على تطبيقها حالياً، رغم عدم الإعلان عنها حتى اللحظة، وهي تتطابق مع الرؤية اليمينية الإسرائيلية في حسم الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً