يزعم بعض المتشددين أن التشبه بغير المسلمين حرام على إطلاقه ويستخدم بعض المتشددين حجة عدم التشبه بغير المسلمين لتحريم كثير من الأمور التي تدخل ضمن مصالح الناس المرسلة. فهل التشبه بغير المسلمين حرام على إطلاقه ؟ حول هذا التساؤل ذهبت دار الإفتاء المصرية إلى أن التشبه بغير المسلمين ليس مذموما على الإطلاق، بل التشبه المذموم هو ما كان في الدين مع قصد التشبه، أما ما كان من العادات وليس فيه قصد التشبه فلا يكون ممنوعا؛ فقد صلى النبي صلى الله عليه واله وسلم في جبة شامية -كما روي في "الصحيحين" من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، وترجم الإمام البخاري في صحيحه لهذا الباب بقوله: (باب الصلاة في الجبة الشامية).
مفاجأة التشبه بغير المسلمين ليس حراما
واستندت دار الإفتاء المصرية إلى ما قاله الحافظ ابن حجر حول جواز الصلاة في ثياب الكفار ما لم يتحقق نجاستها، وإنما عبر بالشامية مراعاة للفظ الحديث، وكانت الشام في هذا الوقت دار كفر ، وقد استندت دار الإفتاء المصرية إلى ما قاله العلامة ابن نجيم الحنفي في كتابه شرح الكنز : اعلم أن التشبه بأهل الكتاب لا يكره في كل شيء، وإنا نأكل ونشرب كما يفعلون، إنما الحرام هو التشبه فيما كان مذموما وفيما يقصد به التشبيه.