غيّر الزمان ملامح كل منهما، الشعر الأبيض يكسوا الرؤوس وتجاعيد الوجه ترتسم أعلى الجباه وكأنها أمواج بحر عادت إلى الحياة والحركة بعد ركود قارب الـ29 عاما، هكذا كان المشهد الأول عندما التقت العيون واجمعت الوجوه بعد غياب أكثر من ربع قرن بين ناصر فيض الله الكردى وعراقى الجنسية، ومُعمله نبيل ميخائيل بن مدينة دكرنس، التابعة لمحافظة الدقهلية.
دقت الساعة الثامنة مساء واتصل الخِل بخليله بعد ساعات انتظار طويلة قضاها المعلم نبيل ميخائيل واقفا على قدميه ينتظر فيها تلميذه العراقي قادما لزيارته شخصيا بعد أعوام من الانقطاع.
وصل العراقى إلى مسقط رأس معلمة الذى كان فى انتظاره بالورود وحفاوة الاستقبال، حين نزل العراقى من السيارة وجد صديقه ومُعمله ينتظره، حفاوة الاستقبال والأحضان من بين الطرفين، وبالرغم من أن الشيب أصبح يغطي رؤوسهم وغيّر الزمن ملامح كل منهم، إلا أن الزمن لم يغير صفاء قلوبهما.
ناصر فيض الله الذى ظل فى احضان صديقه المصري ومعلمه لمدة تجاوزت الـ7 دقائق كاملين، ولم يصدق المصرى أن يشاهد صديق جاء له خصيصا من العراق من أجل الإطمئنان عليه ورد له الجميل بعد تدريس له اللغة الإنجليزية أثناء عمله بالعراق.
اصطحب ميخائيل صديقه العراقي معه إلى منزله وبسعادة عارمة يتحدث مع أبناء منطقته :" هذا صديقي ناصر جاء إلى من العراق من أجل الإطمئنان على بعد مدة فراق استمرت أكثر من 29 عام كاملين"
وفى حديث خاص لـ"أهل مصر"، أكد ناصر فيض الله العراقى على أنه قرر زيارة صديقه الذي كان يعمل معه فى العراق وهو فى يبلغ من العمر 18 عاما وكان يعاني من عدم قدرته في الحصول على الثانوية العامة ولكن بعد أن قرر نبيل ميخائيل أن يقوم بتدريسها له وتمكن من ذلك إلى أن تمكن العراقي من الحصول والنجاح فى الثانوية العامة والتحق بالجامعة.
ميخائيل الذى كان فى العراق فى عام 1981 وكان يعمل في محطة كهرباء الرمادي بالأنبار، والتقى بصديقة ناصر فيض الله وظلت العلاقة صداقة قوية بينهما، وبعد التحاق الأخير بالجيش العراقى عام 1982 كان ميخائيل سافر إلى وطنه مصر وبعد ان انتهى العراقى من تأدية واجبه العسكري فوجىء بسفر صديقه ومعلمه إلى مصر ولكنه لم يتمكن من التواصل معه عن طريق الهاتف.
وكانت الصدفة بحصول العراقي على مقطع فيديو لصديقه فى عام 2017 الماضي في مقابلة صحفية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وتمكن العراقي من التواصل مع الصحفي الذي كان له دور كبير في الوصول إلى ميخائيل، وبعدها وعد العراقي صديقه ميخائيل ووعده بزيارته في مسقط رأسه.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
