اعلان

"أنا أو انهيار الاقتصاد.. حافظوا على أمريكا عظيمة" شعار ترامب الجديد لتهديد منافسيه.. ماهي أوراق الرئيس الأمريكي للفوز في 2020؟ (تحليل)

كتب : سها صلاح

يحشد الديمقراطيون الأمريكيون للمنافسة بقوة في انتخابات الرئاسية الأمريكية 2020 حيث أعلن عدد كبير منهم المنافسة أبرزهم، "كمالا هاريس"، وفي الوقت الذي يتوالى فيه إعلان المرشحين الديمقراطيين عن خوضهم سباق الرئاسة 2020 لمواجهة ترامب، فإن منافسة أخرى تقترب لم يحسب لها الرئيس الأمريكي حسابًا في المرحلة الراهنة تأتيه من داخل حزبه الجمهوري، ولكن من هي "كمالا هاريس" التي تهدد عرش ترامب لاقتناص الفرصة لتكون أول سيدة تحكم العالم؟، وهل يمكن أن يخسر "ترامب" الذي يقف وراءه اليمين المتطرف بأكلمه ويدعمه بقوة لاستكمال ما بدأه لإسرائيل لإنجاح المشورع الصهيوني القديم؟، سنعلم هذا من خلال التقرير.

من هي كمالا هاريس؟

هي عضوة مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي الأمريكي، بدأت حياتها كممثلة ادعاء، وتبلغ من العمر 54 عاماً وهي من أصول أفريقية، حيث ترفع شعار "من أجل الشعب" في مواجهة شعار ترامب "أمريكا أولاً".

ويعتبر اسم "هاريس" جديد نسبيا على الساحة الأمريكية والعالمية، رغم أنها سرعان ما أصبحت معروفة بسبب استجوابها الشديد حول تعيينات إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في جلسات استماع مجلس الشيوخ.

ويرى محللون أمريكيون لصحيفة "project-syndicate" أن فرص "هاريس" كبيرة نسبيا، وأنها تشكل خوفا وتهديدا بالنسبة لـ"ترامب"، وهي من مواليد أوكلاند في 20 أكتوبر 1964، وابنة أم مهاجرة من الهند، شيامالا جوبالان هاريس، وهي يهودية وابنة دبلوماسي هندي وكانت باحثة في مجال السرطان، ووالدها مهاجر من جامايكا، دونالد هاريس، ودرس في جامعة ستانفورد،ولديها أخت واحدة، مايا هاريس ، 51 سنة، تعمل محامية في مجال السياسات العامة.

وقالت "هاريس" لصحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأمريكية، في عام 2015: "لقد نشأت وأنا أذهب إلى كنيسة معمدة سوداء ومعبد هندوسي".

كما أضافت للصحيفة أنها نشأت في حي تقطنه الطبقة الوسطى السوداء في بيركلي، حيث كان والداها ينضمان في كثير من الأحيان إلى الاحتجاجات في مجال الحقوق المدنية.

اقرأ أيضاً.. الأردن تفقد السيطرة في القدس و"أبو مازن" في مأزق.. مصدر فلسطيني يكشف "كارثة" بشأن صفقة القرن.. وصحيفة إسرائيلية: ماذا في جعبة "عباس"؟

بدأت هاريس مسيرتها المهنية كنائبة للمدعي العام في مقاطعة ألاميدا، حيث عملت من 1990 إلى 1998، قبل أن تنضم إلى مكتب المدعي العام في مدينة سان فرانسيسكو.

وفي عام 2003 انتخبت لولاية مدتها 4 سنوات لمنصب النائب العام لمدينة ومقاطعة سان فرانسيسكو،وأعيد انتخابها " في عام 2007، رغم أنها لم تكمل فترتها الثانية كاملة، وذلك لأن "هاريس" في عام 2010 فازت بسباق صعب لتولي منصب النائب العام لكاليفورنيا، لتصبح أول أمريكية من أصل إفريقي وأول امرأة تخدم في هذا المكتب. وأعيد انتخابها في عام 2014.

وخلال عملها أظهرت استقلالًا سياسيًا ورفضت ضغوط إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، على سبيل المثال في تسوية قضايا على الصعيد الوطني ضد مقرضي الرهون العقارية.

وستميز جذورها القضائية "هاريس" عن مجموعة كبيرة من الديمقراطيين الساعين للترشح ضد "ترامب"، وتقدم للسباق حتى الآن 8 مرشحين محتملين آخرين، أبرزهم عضوتا مجلس الشيوخ إليزابيث وارين وكريستين جيليبراند. ويدرس مزيد من أعضاء المجلس الترشح.

وكسيناتورة، قدمت "هاريس" 73 مشروع قانون، وعملت على ما مجموعه 453 مشروع قانون،وهي تعمل في لجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية، واللجنة المختارة للاستخبارات، ولجنة القضاء، ولجنة الميزانية.

اقرأ أيضاً.. المبعوث الأمريكي لإيران: طهران تواصل دعمها للإرهاب رغم العقوبات

فيما يخص عقوبة الإعدام، تعارض "هاريس" شخصياً عقوبة الإعدام، لكنها وعدت الناخبين في كاليفورنيا أثناء ترشحها لمنصب المدعي العام للدولة بأنها ستفرضها. وهذا ما فعلته في عام 2014 عندما استأنفت قرارًا أصدره القاضي الفيدرالي، بحجة أن تطبيق عقوبة الإعدام في كاليفورنيا كان غير دستوري. وفي عام 2015، أعادت محكمة الاستئناف بالدائرة التاسعة الأمريكية الحكم الذي أعلن أن عقوبة الإعدام في الولاية غير دستوري.

ووصفت "هاريس" خطط "ترامب" لبناء جدار على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك "بمشروع تافه"،وفي حديثها لبرنامج "ذا فيو"

وتدعم "هاريس" اتفاق باريس بشأن المناخ، وانتقدت الرئيس ترامب لقراره بسحب الولايات المتحدة منه. وكتبت في عام 2017 "من الخطأ بالنسبة لأمريكا أن تتخلى عن مسؤوليتنا في معالجة هذه الأزمة الكوكبية".

وقالت "هاريس" إن الرعاية الصحية ستكون أولوية قصوى في حملتها الرئاسية، وكانت من بين أوائل أعضاء مجلس الشيوخ الذين دعموا مشروع قانون "الرعاية الطبية للجميع" الذي قدمه السناتور بيرني ساندرز، وأوضحت أن الاقتراح سيخلق نظام رعاية صحية تديره الحكومة يوفر الوصول إلى جميع الأمريكيين وينهي التأمين الصحي الخاص كما هو موجود حاليا.

اقرأ أيضاً.. أمريكا: الألغام المستخدمة في هجوم خليج عمان تحمل تشابها صارخا مع ألغام إيرانية

وتعتبر "هاريس" من مؤيدي اليمين الإسرائيلي، وقالت في عام 2017 في مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية إنها ساهمت في جمع التبرعات للصناديق اليهودية من أجل زراعة الأشجار في إسرائيل، وأضافت أنها رأت ثمار الجهد عندما زارت إسرائيل للمرة الأولى .

وأعربت في خطابها أمام المؤتمر السياسي السنوي للمجلس اليهودي-الأمريكي عام 2018 أنها لا تؤمن بفرض حل للصراع العربي- الإسرائيلي، وأنها لا تميل كثيرا لجماعة "جي ستريت" اليهودية التي تنتقد أحيانا ممارسات الحكومة الإسرائيلية، ومن المعروف عن "هاريس"، أيضاً معارضتها لحركة مقاطعة إسرائيل.

ماهي فرص نجاح "هاريس" مقابل ترامب؟

بالعودة للصحيفة الأمريكية project-syndicate أن سيرة "هاريس" الأمريكية مشرفة للغاية وأنها تتبني الكثير من القضايا المجتمعية لأمريكا عكس ترامب الذي يركز أكثر في الخارج رغم أنه جنى الكثير من الأموال لصندوق أمريكا في فترة ولايته من دول الخليج وغيرها بشراء أسلحة وغيرها.

واضافت الصحيفة إن الانتخابات الأمريكية قبل "ترامب" ستختلف كثيراً عن بعد توليه حيث أصبح الأمر يقاس بما يروجه الرئيس الأمريكي الآن بالتهديدات التي يمكن أن تطال أمريكا من عدة جبهات مثل إيران وغيرها، كما أنه بالرغم من تأييد المرشحة الديمقراطية المنافسة "هاريس" لليمين المتطرف الإسرائيلي، إلا أن هذا لم يعد كافياً للجانب الإسرائيلي، حيث لم يستطع أي رئيس أمريكي أتخاذ خطوات جدية نحو تحقيق المخطط الصهيوني مثلما فعل ترامب بداية من إعلان القدس عاصمة إسرائيل مروراً بافتعال أزمات مع كل من يقف أمام المصالح الإسرائيلية، وتأجيج الحرب مع إيران لضرب عصفورين بحجر واحد تقويض دور إيران في المنطقة والحصول علي أموال الخليج من خلال شراء الأسلحة لحفظ أمنها الذي أصبح مهدد من إيران وتركيا وقطر.

وأكدت الصحيفة خلال تحليلها أن الرئيس الأمريكي مازال يحرص على تأجيل الإعلان على "صفقة القرن" لضمان فوزه بولاية ثانية من خلال دعم اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي له سطوة على الحزب الجمهوري في الكونجرس، ولعل ما يحدث من بوادر عن صفقة القرن من فترة لأخرى هو تأكيداً من الجانب الأمريكي إلى إسرائيلي أن إعلان "صفقة القرن" لن يكتمل إعلانها إلا عقب إعلان ترامب رئيساً لـ2020.

والآن ترامب لايمثل فقط مجرد رئيس أمريكي حيث يجب الاعتراف أنه اجرأ رئيس شهدته أمريكا، حيث يتعامل مع الأمر يعقلية رجل الأعمال المخضرم، وفقاً لوصف الصحيفة الأمريكية، فرغم الجبهات الكثيرة التي يفتحها يومياً أمام أمريكا والعداوات الكثيرة التي اكتستبها واشنطن في عهده إلا أنه استطاع تحقيق الكثير من المكاسب لأمريكا وكان أخرها كسر شوكة الصين من خلال فرض عقوبات على شركة هواوي، فالرئيس الأمريكي يستخدم كل الكروت في آن واحد وفي جميع الجبهات.

مازال يفعل ترامب في حالة خسارته؟

الأسبوع الماضي حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من عواقب اقتصادية سيئة حال خسارته سباق الرئاسة عام 2020، وعدم انتخابه لفترة ثانية.

وقال الرئيس الأمريكي -في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر إن اقتصاد ترامب يحقق أرقاما قياسية، ولا يزال الطريق طويلا، ومع ذلك، في حال تولى أي شخص سواي السلطة في 2020 ، سيكون هناك انهيار في السوق لم نر له مثيلا من قبل، فحافظوا على أمريكا عظيمة" وهذا هو شعار ترامب الجديد "حافظوا على أمريكا عظيمة" بدلاً من "أمريكا أولاً".

اقرأ أيضاً.. أغنى امرأة في إسرائيل تدعم نيكي هايلي على حساب ترامب للوصول إلى البيت الأبيض

ماهي فرص نجاح ترامب بالرئاسة في 2020؟

وقالت الصحيفة الأمريكية استكملاً لتحليها أن استطلاع جديد لشبكة CNN أظهر أن دونالد ترامب سيتعرض للهزيمة بسهولة بحال قرر خوض انتخابات الرئاسة في عام 2020 من قبل ثلاثة مرشحين محتملين من الحزب الديمقراطي هم جو بايدن، الذي سيتقدم عليه يتقدم بنسبة 57-40%، أو بيرني ساندرز بنسبة 55-42%، أو أوبرا وينفري بنسبة 51-42%.

لمشاهدة البث المباشر لبدأ حملة ترامب الإنتخابية من هنا 

لكن هل ينبغي للرئيس أن يخاف؟ الإجابة لا، لأن ترامب لديه تجارب عديدة في قلب الموازين لصالحه، وفي واقع اليوم الأمور مختلفة جدا، حيث يحظى ما يسمى بالرئيس "الشعبوي" بنسبة 40% من التأييد في أحسن الأحوال، وإذا جرت الانتخابات غداً، فسوف يخسر، لكنه سيكسب بمعايير أخرى سردناها في بداية التقرير ليس لها علاقة باستطلاعات الرأي التي قد تكون غير دقيقة.

وعلى الصعيد الخارجي، يمكن في عام 2020 أن نرى توجيه ضربات قوية للتيارات الإسلامية المتشددة بفضل التحالفات التي يبنيها ترامب بالشرق الأوسط مع إسرائيل وبعض دول الخليج، كما يمكن أن تتراجع إيران سياسيا أمام ذلك الواقع، وهذا سيحقق مكسباً كبيراً سيحسب لترامب.

باختصار، عندما تأتي الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإن الديمقراطيين لن يتمكنوا بالضرورة من خوض المعركة على ملعبهم وإظهار أنفسهم على أنهم الطرف الوحيد الذي لديه إيجابيات.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً