لا صوت يعلو هذه الأيام فوق صوت تنظيم مصر لأمم أفريقيا 2019، تتجه أنظار العالم أجمع صوب القاهرة، فيما يحتشد عشرات الآلاف في مدرجات استاد القاهرة، والملايين أمام شاشات التلفاز لمتابعة الحدث الكروي الأهم في القارة السمراء.
وفي أقل من 3 أشهر حققت مصر ما يشبه المعجزة، حيث أصبحت الملاعب جاهزة تمامًا لاستقبال الضيوف من القارة السمراء، وداخل المستطيل الأخضر تُعقد الآمال على المنتخب الوطني لتحقيق اللقب الثامن له، ليؤكد سيطرته على القارة السمراء. وفيما يلي رصدت «أهل مصر» الإنجاز الذي تحقق وحظوظ مصر بالتتويج بالبطولة.
اقرأ أيضًا.. إطلاق مبادرة "لغتي أفريقية" لتغطية مباريات أمم أفريقيا 2019.. فيديو وصور
لم يترك «أهل الشر» بابًا للفتنة إلا وطرقوه، فمع احتفالات المصريين وشغفهم بتنظيم أمم أفريقيا، ظهرت عدد من الفتاوى الشاذة على لسان قيادات سلفية تتحدث عن أن كرة القدم ليست مهمة ومنهم من أفتى بتحريمها وحرمة المشاهدة عليها، وإن كانت هذه الآراء لا تظهر إلا في مثل هذه المواسم، فكبيرهم ياسر برهامي الداعية السلفي ونائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية له فيديو شهير وموثق على موقع اليوتيوب يرد فيه على سؤال ما حكم مشاهدة مباريات كرة القدم؟، فيقول «هذه مأساة وأنا في قمة الغيظ من ذلك وأن هذا إلهاء للشعوب والأمم عما ينفعها في حياتها، ولذلك بعض العلماء أفتوا بالتحريم المطلق وبعضهم أفتى بالتحريم المقيد لهذا الأمر».
اقرأ أيضًا.. محافظ الجيزة: لجنة لمتابعة حظائر تربية الخنازير بالمعتمدية والتصدي للمخالفين
لم يكن هذا مستغربا فمنذ حوالي عام مضى خرج علينا الداعية السلفي هشام البيلي مهاجما محمد صلاح والإشادات الواسعة به من قبل العالم أجمع، وانتقد ذلك على موقعه الإلكتروني ما عرضه لحملة ضارية من المصريين المحبين لصلاح.
وقال البيلي في حديثه، أنه يبدى استغرابه من الإشادات الواسعة بـ«صلاح»: «أوَصل الأمر لهذا الدرك بأن نعتقد أن هذا اللاعب بالمعصية التي يرتكبها بداية من إظهار فخذيه، والمقامرات التي تحدث في اللعب، وتضييعه للصلوات، وإقراره الاختلاط المحرم في المدرجات، أن نعتبره داعية؟».
الدعاة السلفيون وأتباعهم يرجعون هذه الفتاوى لكبيرهم الداعية ابن عثيمين الذي حرم أيضا كرة القدم ومشاهدتها تحريما قاطعا، إذ يقول ابن عثيمين في فتواه المنشورة عبر الإنترنت أن مشاهدة الألعاب التي تعرض في التلفاز أو في غيره من المشاهدات مضيعة للوقت، وأن الإنسان العاقل الحازم لا يضيع وقته بمثل هذه الأمور التي لا تعود عليه بفائدة إطلاقا .
وقال الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء أن ممارسة الرياضة ومشاهدتها من الأمور المباحة ولم يرد ما يحرمها، بل ورد أن النبي صلوات الله وسلامه عليه كان يمارس الرياضة في سباقه مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء في تصريحاته لـ «أهل مصر» أن أي عمل يلهي عن الواجب فهو حرام، والواجب هو أداء الصلاة على وقتها، وإذا كانت مشاهدة الماتشات لا تتعارض مع أداء الصلاة على وقتها أو مباشرة العمل وغيره فلا شيء فيها
وفي تصريحات سابقة للدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، اعتبر الرياضة، بصفة عامة، أحد أهم الحلول لنشر التسامح الديني، والعيش المشترك؛ كونها تساعد في نشر ثقافة التسامح والسلام بين الجميع.
نقلًا عن العدد الورقي