يقول النبى صلى الله عليه وسلم : اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين ؟ فهل انتقص النبي من قدر الأغنياء؟ حول هذا السؤال يقول فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر إن الرسول صلى الله عليه واله وسلم وهو الرؤوف الرحيم قصد بهذا الدعاء مؤانسة وتطييب خاطر الفقراء والمساكين الذين يسعون في الأرض لتحصيل الرزق، ويكون حظهم من الرزق وفق إرادة الله ومشيئته الكفاف، فأراد الرسول صلى الله عليه واله وسلم أن يبين لهم أنه يحبهم، وأنه يدعو الله أن يكون معهم في الدنيا والاخرة؛ حتى تطمئن نفوسهم ويصبروا على ابتلاء الله لهم فيكونوا من أهل الجنة.
اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا هل انتقص النبى من قدر الأغنياء؟
ويؤكد فضيلة الإمام الطيب على أنه من ناحية أخرى فإن الإنسان بمقدار ما يمتلك من مال وطيبات بمقدار ما يحاسب عليه؛ ففي الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه» رواه الترمذي، ولأن الفقراء والمساكين ليس عندهم من المال ما يحاسبون عليه فإنه إذا صلح عملهم يكونون أسبق الناس إلى دخول الجنة، وهذا ثابت في قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: «اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء وهو الحديث الذي رواه البخاري ومسلم.