يبدو أن فرنسا كتب عليها أن تكون الدولة المستهدفة من قبل العمليات الإرهابية، فحادث نيس الذي أسقط أكثر من 80 قتيلا لم يكن أول حادث إرهابي تشهده فرنسا مؤخرا، بل تعددت الأحداث الإرهابية لتصبح فرنسا محط عمليات الإرهاب.
ففي يونيو الماضي، قتل الجهادي العروسي عبالة (25 عامًا) بالسكين مساعد قائد شرطة إيفلين جان باتيست سالفين (42 عامًا) وذبح صديقة الأخير وتدعى جيسيكا شنايدر (36 عامًا) وتعمل موظفة إدارية في مخفر قريب، بعد أن اقتحم منزلهما في مانيافيل غرب باريس.
وكان عبالة قد أعلن عبر تويتر وفيسبوك أنه ينفذ هجومه باسم تنظيم داعش.
وفي يناير الماضي، قتل رجل مسلح بساطور وحزام ناسف وهمي بعدما هتف "الله أكبر" أثناء اقترابه من مفوضية للشرطة في باريس، والشرطة تعثر بحوزته على بيان بالعربية لمبايعة لزعيم تنظيم داعش.
وفي نوفمبر 2015، تعرضت فرنسا لأسوأ حادث إرهابي شارك في تنفيذه انتحاريون وحصد أرواح 130 قتيلًا غالبيتهم من الشباب إضافة إلى 350 جريحًا، واستهدفت الاعتداءات التي تبناها لاحقًا تنظيم داعش مسرح باتاكلان في باريس والعديد من مقاهي ومطاعم العاصمة وقرب ستاد دو فرانس في ضاحية سان دوني.
وفي نفس الشهر، أعلن عن اعتقال رجل في الخامسة والعشرين من العمر في 29 أكتوبر وتوقيفه على ذمة التحقيق في الثاني من نوفمبر، بتهمة تشكيل عصابة من المخربين على علاقة بمنظمة إرهابية، وكان هذا الرجل الموضوع تحت المراقبة منذ سنة سعى إلى الحصول على عتاد من أجل الاعداد لهجوم على جنود في البحرية الوطنية في طولون جنوب شرق.
وفي أغسطس 2015، أمكن تفادي مجزرة في قطار تاليس الذي يربط امستردام بباريس، عندما سيطر عسكريون أمريكيون على رجل مدجج بالسلاح كان يطلق النار داخل القطار.
وأصيب شخصان بجروح، الأول بالرصاص والثاني بالسلاح الأبيض، والمهاجم الذي اعتقل شاب مغربي أبلغت السلطات الإسبانية أجهزة الاستخبارات الفرنسية أنه إسلامي متطرف، وتحدث رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال عن "هجوم إرهابي".
وفي يوليو 2015، تم اعتقال أربعة شبان تتراوح أعمارهم بين 16 و23 عامًا، أحدهم جندي سابق، للاشتباه في أنهم كانوا ينوون مهاجمة مخيم عسكري في البيرينيه (جنوب)، وقطع رأس ضابط وتصويره باسم الجهاد، وأعلنوا التزامهم الجهاد إلى جانب تنظيم داعش.
وفي يونيو 2015، ياسين صالحي يقتل رب عمله ايرفيه كورنارا ويقطع رأسه قرب ليون. ثم يحاول تفجير مصنع في سان كوانتان-فالافييه (وسط شرق)، من خلال توجيه شاحنته للاصطدام بقوارير غاز، ثم اعتقل.
وفي أبريل 2015، تم توقيف الطالب الجزائري سيد أحمد غلام الذي يدرس المعلوماتية في باريس للاشتباه في أنه قتل امرأة وأعد لاعتداء كان يوشك على تنفيذه في الضاحية الجنوبية لباريس.
وكان أحمد غلام الذي أوقف وفي حوزته سلاح حربي، معروفًا لدى أجهزة الاستخبارات باعتناقه طروحات الإسلام المتطرف، وأقر بأنه خطط لاعتداءات أخرى على قطار من أجل "قتل 150 مرتزقًا" وعلى كنيسة القلب الأقدس في باريس.
أما في شهر فبراير 2015، تعرض ثلاثة جنود لاعتداء بالسكاكين أثناء الخدمة أمام مركز لليهود في نيس، وسرعان ما اعتقل المعتدي موسى كوليبالي (30 عامًا) الذي يقيم في الضاحية الباريسية، وأثناء احتجازه، عبر عن كراهيته لفرنسا والشرطة والجنود واليهود.
وفي يناير 2015، الأخوان شريف وسعيد كواشي يقتلان في 7 يناير 12 شخصًا في هجوم مسلح على مقر مجلة "شارلي إيبدو" الأسبوعية الساخرة. بين الضحايا مدير النسخة الأسبوعية وعدد من كبار رساميها وشرطيان.
بعد يومين من المجزرة، لقي الأخوان كواشي مصرعهما بنيران الشرطة أثناء محاولتها اعتقالهما في ضاحية العاصمة.