أجمعت السلطة الفلسطينية على رفض المقترحات الاقتصادية الأميركية لحل الصراع مع إسرائيل، التي أعلن عنها "جاريد كوشنير" صهر الرئيس دونالد ترمب ومستشاره الخاص، قبل يومين من انعقاد "ورشة المنامة"، الثلاثاء والأربعاء المقبلين،وتقوم خطة "السلام من أجل الازدهار" على تدشين صندوق عالمي بـ 50 مليار دولار لدعم الاقتصاد الفلسطيني والدول العربية المجاورة على مدار 10 سنوات، ومن المقرر أن تتم مناقشة مقترحات كوشنير خلال مؤتمر تنظمه الولايات المتحدة وتستضيفه مملكة البحرين فيما عرف إعلامياً بـ "ورشة المنامة"، أو "مؤتمر البحرين" وهو اجتماع يقاطعه الفلسطينيون.
وتقول مجلة "بوليتيكو" الأمريكية أنه مما لا شك فيه أنه سوف يكون اجتماعاً خانقاً، خاصة مع توترات المنطقة بين أمريكا وإيران، وخلال ذلك يحرص كوشنر وفريقه على تجنب عقد أية صلة بين فعالية البحرين وأزمة إيران.
في الواقع، يعتزم الفريق على قصر نطاق المحادثات على الاقتصاد، لا السياسة، إذ تقول إدارة ترامب إنَ المدعوين بالأساس هم قادة الأعمال والمسؤولون الاقتصاديون الإقليميون.
تقول المجلة الأمريكية، إن الخطة الاقتصادية هي المرحلة الأولى من مقترح أوسع للسلام عمل عليه "كوشنر" وفريقه منذ أكثر من عامين، أما النصف الثاني، الذي سوف يعالج القضايا السياسية الشائكة.
اقرأ أيضاً.. "الشعب المغربي يندد بصفقة الخيانة وورشة المنامة".. شعار مظاهرات بالرباط
في نفس السياق، تصادف أن إيران هي السبب الأساسي لحضور الكثير من الدول العربية لهذه الورشة في المقام الأول وليس حل القضية الفلسطينية، ذلك أن دولاً مثل الإمارات والسعودية تنظر إلى صعود إيران في الشرق الأوسط بوصفه التهديد الاستراتيجي الأول، ونتيجة لذلك فإن المخاوف بشأن إيران قد حلَت إلى حدٍ كبير محل المخاوف بشأن الفلسطينيين.
وتقول المجلة إن قادة هذه البلدان ليسوا بشكل مفرط لخطط ترامب للسلام، أو لمعاملة الإدارة للفلسطينيين حتى الآن، لكنهم يرون حضور ورشة البحرين بوصفه ثمناً قليلاً يدفعونه في ضوء التهديد الإيراني، حتى لو لم يؤد إلى أي شيء يقترب من السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى بشكل عام، فهذه خطوة منخفضة التكلفة نسبياً، لأنهم على الأرجح سوف يقولون جميعاً في بياناتهم إن التنمية الاقتصادية للفلسطينيين ينبغي ألا تأتي على حساب الحل السياسي.
في السياق ذاته، أشار كوشنر إلى أنَ مقترحه للسلام عندما يُطلَق كاملاً، إذا حدث ذلك، فلن يشمل مفهوم حل الدولتين، الذي لطالما كان مبدأً مركزياً في معظم خطط السلام المحتملة للمنطقة.
يقول غرينبلات لقناة i24News إنه على الرغم من أن فريق ترامب سوف يطرح رؤيته الاقتصادية في البحرين، فإنَّ الاجتماع ليس مؤتمراً للمانحين، لكنه قال إن تعهدات الدول الأخرى بالمساعدة في تمويل الخطط الاقتصادية قد تظهر إذا كانت هناك حركة إيجابية على الجانب السياسي.