تروج بعض صفحات الإلحاد لمزاعم حول صفات الله تعالى وهذه المزاعم ليست جديدة بل تكرار لمزاعم قديمة منذ زمن بعيد ؟ ومن هذه التساؤلات كيف يخلق الله الرحيم كل هذه الشرور ؟ كيف يخلق الله الرحيم الأمراض المستعصية والزلازل والبراكين ؟ كيف يخلق الله الرحيم الحروب طالما أن الله رحيم لماذا لم يرحم خلقه ويمنع عنهم هذه الشرور ؟ لكن فات القائمين على صفحات الإلحاد أن يلتفتوا إلى أن هذه الشرور ليست هى القاعدة بل هى الاستثناء، فالخير هو القاعدة في الحياة والشر هو الاستثناء، فالإنسان قد يعيش عمره كله بلا أمراض وإذا مرض فلا يمرض إلا فترة قصيرة، والزلازل والبراكين هى الاستثناء بينما استقرار الأرض هو القاعدة ، والحروب ليست هى السمة الدائمة لكل الأوقات التي مرت في تاريخ العالم، بل أن الحروب فترات مؤقتة في تاريخ الإنسان وإن طالت.
اقرأ أيضا : إن لم يكن الله موجودا فمن الذي أوجدنا الى هذه الدنيا رغم أنوفنا هل الإلحاد مرض عقلي ؟
لماذا خلق الله الرحيم كل هذه الشرور في العالم
كما يفوت على مروجي أفكار الالتفات إلى أن بعض هذه الشرور لها جوانب إيجابية، منها أن الزلازل مثلا تحمي القشرة الأرضية من الانهيار بعد أن تؤدي إلى التنفيس عن الضغوط الداخلية التي تضطرب لها طبقات الأرض، والأمراض لها أيضا جوانب إيجابية لأنها قد تحفز مناعة الإنسان على قصر مدتها، كما أنها حفزت الأطباء والباحثين على تطوير أدوية لهذه الأمراض المستعصية ، وحتى الحروب على الرغم من الموت الذي تخلفه، فإن هذه الحروب في جانب منها كانت سببا في معظم الاختراعات الحديثة إن لم كلها، كما قد يكون للحروب جوانب أخلاقية مثل حروب التحرير أو حروب الاستقلال.