يسأل كثير من المسلمين عن المقصود بعبارة تجديد الخطاب الديني ؟ فهل يقصد بعبارة تجديد الخطاب الديني هدم ثوابت الدين ؟ أو يقصد بعبارة تجديد الخطاب الديني إنكار المعروف من الدين بالضرورة ؟ أو وضع قواعد شرعية ودينية جديدة غير المعروفة بين المسلمين ؟ حول هذه الأسئلة يقول فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد أنه لا نفهم من تجديد الخطاب الديني إلا معنى واحدا هو العودة المباشرة للمصادر الأصلية التي ينطلق منها الخطاب الديني؛ وهي: القران الكريم، والسنة الصحيحة، وما تعارف عليه أئمة المسلمين وعلماؤهم وأجمعوا عليه، وأضاف فضيلته أن هذا يعني أن ينقى الخطاب الديني مما لحقه في الحقب المتأخرة من التأثر بالعادات والتقاليد والابتعاد -قليلا أو كثيرا- عن روح النصوص المقدسة ومقاصدها وغاياتها؛ مثل النظرة غير الإسلامية للمرأة، والتي أثقلت كاهل المرأة المسلمة وبخاصة المرأة العربية بشيء غير قليل من القيود والحواجز التي لا نجدها لا في صريح القران الكريم ولا في صحيح السنة، بل ربما تتناقض -في صراحة- مع القران والسنة.
هل تجديد الخطاب الديني يعني هدم ثوابت الدين ؟
كما أشار فضيلته إلى أن تجديد الخطاب الديني يعني فيما يعنيه تنقيته من التأثر بالثقافات المخالفة، والتي تتعاكس مع ثقافة الإسلام، وبخاصة فيما يتعلق بالإباحية والتفلت وما يسرب تحت مظلة حقوق الإنسان من القول بالشذوذ والإجهاض ونحوها، فكل هذه افات ضارة وقاتلة للخطاب الديني الصحيح، وإذا كنا نرفض الخطاب الديني المتشدد والمتشائم والمهول والمتطرف فإننا بنفس القدر نرفض الخطاب الديني اللعوب والمفتوح والمختلط بعناصر شاذة لا يرضى عنها الإسلام من قريب أو بعيد، فكلا هذين الخطابين شاذ ومنحرف ومرفوض وغريب على هذه الأمة الوسط، وغريب على دينها الوسط ، مشيرا إلى أن الخطاب الصحيح هو الخطاب الذي يقوم الواقع ويضبطه ويصححه على أساس من هذا الدين الذي يرتكز أول ما يرتكز على مقومات الفضيلة والأخلاق واحترام القيم، وليس المقصود من تجديد الخطاب الديني هو مسايرة هذا الخطاب للواقع وتبريره حتى وإن كان هذا الواقع منحرفا وشاذا، فمثل هذه المحاولات هي هدم للخطاب الديني وتقويض له من الجذور وليس من التجديد لا في قليل ولا في كثير.