انتشرت ظاهرة التعدي على حرم السكة الحديد بمحافظة الإسكندرية بشكل كبير خاصة على طول خط أبو قير الداخلي للمحافظة، والذي يمر بمختلف الأحياء، وانتشار الأسواق بمحيط بعض محطات القطار، الأمر الذي يهدد أمن وسلامة المواطنين ويعرقل حركة السير.
واشتكى أهالي منطقة المندرة قبلي، شرقي المحافظة، من التعدي الصارخ على حرم السكة الحديد من خلال بناء الأكشاك التي تُستخدم كمحلات لبيع السلع المختلفة وبشكل عشوائي، بالإضافة إلى تحويل محيط محطة القطار إلى سوق واحتلال الباعة الجائلين للطريق العام مما يسبب تكدس للسيارات وعرقلة حركة سير المارة، فضلًا عن وقوع العديد من حوادث اصطدام القطار بالمواطنين بسبب عدم استطاعة رؤية المارة للقطار أثناء قدومه نتيجة حجب هذه المحلات للرؤية.
زينب سالم محمد، إحدي سكان منطقة المندرة، تقول إنهم يعانون أشد المعاناة بسبب التعدي الصارخ والعشوائي على الطريق العام وأملاك الدولة وقطار أبو قير بشارع الملك حفني الرئيسي بالمندرة قبلي وذلك بدءً من كوبري المندرة وحتى نهاية محطة قطار المندرة، وعلى الرغم من صدور قرار إزالة لهذه التعديات عام 2017 إلا أن القرار لم يتم تنفيذه من قِبل حي المنتزه ثان بسبب الفساد ودفع إتاوات يومية لموظفي الحي المعنيين، بحسب قولها.
وأضافت "زينب"، لـ"أهل مصر"، أنها تقدمت بالعديد من الشكاوى للمسؤولين بالحي وبالمحافظة وكان الرد دائمًا بأنه جارِ حل المشكلة ولكن لا يحدث أي شئ والوضع يزداد سوءً، مضيفة أنه منذ عدة أيام كادت أن تحدث كارثة حيث اشتعلت النيران في أحد هذه المحلات المبنية على حرم السكة الحديد وتم السيطرة على النيران وإخمادها، مشيرة إلي أنها تقدمت بشكوى إلى محافظ الإسكندرية منذ فترة خلال أحد اللقاءات الجماهيرية التي تُعقد بديوان عام المحافظة، كما أرسلت عدة شكاوى لرئاسة الوزراء وتم الإفادة برقم قرار الإزالة الصادر لتلك التعديات وتم إبلاغ المحافظة لتنفيذه ولكن كالعادة كان الرد بأنه جارِ حل المشكلة ولا يحدث شئ.
وقال محمد محمد عبد المغنى، أحد أهالي المنطقة، إن سكان المنطقة قاموا بجمع شكاوي مجمعة لإرسالها إلي الرقابة الإدارية ولرئيس الجمهورية وذلك بعد أن طفح بهم الكيل وجاءت جميع شكواهم للمسئولين دون جدوى، وتساءل: "هل هذا يرضي الرئيس السيسي الذي يعمل على محاربة العشوائيات بهذه البشاعة والتي تقع على بُعد خطواتٍ من قصر المنتزه مقر الرئاسة، حتي الصرف الرئيسى تتسبب هذه المحلات في تخريبه بسبب فضلاتهم التي تؤدي إلى انسداد الصرف".
وأضاف كيلاني عبد القادر أحمد، أحد سكان المنطقة، أن بعض البلطجية قاموا باستغلال حالة الانفلات الأمني بعد ثورة يناير وبناء محلات عشوائية ذات أسقفٍ من الصاج والخشب ومخلفات أخرى أدت إلى انتشار العِرس والفئران فوقها وكذلك سرقة التيار الكهربائي والذي ينتج عنه ماس كهربائي أثناء سقوط الأمطار بالإضافة إلى ذلك يقوم هؤلاء البلطجية بتأجير المحلات بآلاف الجنيهات شهريًا إلي باعة الأسماك مما أدي إلي تآكل طبقة الأسفلت نتيجة مياه غسيل الأسماك ومع العلم أنه تم رصف الشارع في شهر أكتوبر 2017.
وتابع: "إن أصحاب تلك المحلات يقومون أيضًا بتأجير الشارع كله إلي الباعة الجائلين والتي تنتشر بينهم تجارة المخدرات تحت الأفرش التي يبيعون عليها وكذا انتشار المشكلات والمشاجرات بينهم وكان آخرها طعن أحدهم للآخر بـ"مطواه" يوم 18/11/2018، وقد قام بإبلاغ غرفة عمليات المحافظة حينها بهذه الواقعة، بحسب قوله، مضيفًا أن مكتب بريد المندرة أيضًا لم يَسْلَم منهم حيث قاموا بتحويل حديقة المكتب إلي مخزن لأقفاص الخضار والفاكهة، ونتيجة لإحتلال الباعة الجائلين للشارع يحدث تكدس للسيارات والمارة، والأهم من ذلك كثرة الحوادث الناتجة عن قطار أبو قير بسبب عدم رؤية المارة له أثناء قدومه نتيجة حجب هذه المحلات للرؤية، وكل ذلك يحدث في غياب تام لحي ثان المنتزه رغم أنه تقدم بالعديد من الشكاوي لرئيس الحي وفي كل مرة يعده بالتنفيذ ولكن لا يحدث شئ.