يمثل عيسى بن مريم قيمة خاصة لدى كل الأديان والثقافات، فهو في الإسلام نبي الله ورسوله والمعجزة التي تجلت في مولده بدون أب من مريم العذارء، وفي اليهودية هو يسوع المخلص الذي كان ينتظره اليهود، لكن المفارقة أن هناك جوانب من الاتفاق بين الدين الإسلامي والدين المسيحي حول عيسى بن مريم، وإن موقف اليهود منه غير واضح وحيث يتنازع اليهود مع طائفة من المسيحيين في تحديد من هو ابن الله ، فبينما تقول فئة من المسيحيين أن المسيح هو ابن الله ، ففي الإسلام جاء القرآن الكريم ليصف نبى الله عيسي بأنه عبد الله ورسوله وأن مولده كان بمعجزة كمثل خلق آدم عليه السلام، وذلك مصداقا لقول الله تعالى : إن مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون، ولكن هل هناك أى جانب من جوانب التطابق بين الوصف العام لعيسي ابن مريم في القرآن والإنجيل؟
هذا وجه الاتفاق حوله بين القرآن وقانون الإيمان المسيحي
المتتبع لتاريخ المؤتمرات اللاهوتية فسيجد أن قانون الإيمان الذي وضعه مجمع نيقية عام 325 وصف عيسي بن بمريم بأنه كلمة الله الأزلية، وحسب النظرة اللاهوتيّة للمسيح وفقا لقرارات مجمع مجمع نيقية ، فإنه يمثل القدرة الإلهية في البشرية، فهو كلمة الله، الأزليّة، التي تدرعت بجسد من مريم، وقرار مجمع نيقية عام 325 حول اعتبار أن المسيح هو كلمة الله الأزلية يتفق من الظاهر مع ما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى :إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلىٰ مريم وروح منه، وهو ما جاء في القرآن الكريم فقد روى البخاري : حدثنا صدقة بن الفضل ، حدثنا الوليد ، حدثنا الأوزاعي ، حدثني عمير بن هانئ ، حدثني جنادة بن أبي أمية ، عن عبادة بن الصامت ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، والجنة حق ، والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل " . قال الوليد : فحدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن عمير بن هانئ ، عن جنادة زاد : " من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء "