تشكك بعض صفحات الإلحاد التي انتشرت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي في صحة القصص التي وردت في الكتب السماويةـ وتهدف صفحات الإلحاد لنسف مصداقة القصص الواردة في الكتب السماوية وصولا للتشكيك في هذه الكتب نفسها بهدف تقليل ثقة من يطلع على الأفكار الإلحادية بالإيمان كفكرة مجردة بصرف النظر عن الدين الذي يؤمن به كل متدين، وعلى الرغم من أن صفحات الإلحاد التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية تستهدف المؤمنين من الدين الإسلامي بالأساس، إلا أنها تستخدم قصص وصفات منسوبة للأنبياء أو منسوجة حولهم من كتب سماوية بخلاف القرآن الكريم ومن القصص التي وردت في القرآن الكريم وتحاول صفحات الإلحاد نسفها القصة التي وردت عن نبى الله نوح، وتزعم الصفحات الإلحادية أن قصة نبى الله نوح هى أسطورة توراتية نقلها النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم : ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين، قال ساوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين.
اقرأ أيضا : المسيح عيسى بن مريم هذا وجه الاتفاق حوله بين القرآن وقانون الإيمان المسيحيسفينة نوح هل هى أسطورة توراتية نقلها النبي محمد عن التوراة
ولكن هل توجد أى آثار مادية تعضد قصة نبي الله نوح وتؤكد حدوثها غير ما جاء في القرآن الكريم، وفقا للحفريات الأثرية في المنطقة القريبة من المكان الذي يعتقد أن نبي الله نوح قد عاش فيه، فإن السومريون في مناطق مختلفة من العراق سجلوا حادثة حدثت فعلا على قطعة من الفخار عثر عليها منقبو الآثار في هذه المنطقة، ووفقا لما جاء في النقش فإن ما جاء في النص على سبيل التحديد : " هبت العواصف كلها دفعة واحدة، ومعها انداحت سيول الطوفان فوق الأرض، وغمرتها لسبعة أيام وسبع ليال، ودفعت العواصف المركب العملاق فوق المياه المتعاظمة" ، ووفقا لما جاء في المصادر التاريخية في هذه المنطقة فإن الدلائل تشير إلى أن الأهالي الذين كتبوا هذه القطعة من الفخار لم يكونوا من أتباع اي دين سماوي، بل أن نفس قطعة الفخار حاولت تفسير ما حدث من طوفان شديد ابتلع كل شئ بأنه غضب من إله وثني اسمه زوسر، أما سفينة نوح نفسها فقد قال باحثون في علم الآثار منهم البروفيسور إسبرانتيمن العالم الأمريكي في الآثار، والبروفيسور إسبرانتيمن، استاذ الاثار في جامعة سيدني أن هناك دلائل على وجود بقايا من خشب يشبه شكل السفينة عثر عليه في مكان واحد على الأقل فوق أحد الجبال في المنطقة التي أشارت لها الكتب السماوية بأن نبي الله نوح عاش فيها، ولا يمكن أن تصعد هذه السفينة إلى قمة جبل عال إلا من خلال طوفان كبير وعظيم كما جاء في الكتب السماوية، وحيث قال القرآن الكريم أن السفينة بعد الطوفان حطت على أحد الجبال وذلك مصداقا لقوله تعالى: واستوت على الجودى.