هل مسخ الله اليهود إلى قرود وخنازير وكيف يستقيم هذا مع سنن الله في الكون هذا هو التفسير

يتمسك المشككين في القرآن الكريم بزعم مفاده أن بعض آيات القرآن الكريم لا تستقيم من سنن الله التي خلق الكون عليها، ومن ذلك بعض الآيات التي تتحدث عن مسخ بني إسرائيل إلى قردة وخنازير، وهو ما لا يتفق مع السنن الكونية التي يستحيل معها أن يتحول إنسان من بينته البشرية إلى بنية حيوانية، واستغل المشككين في القرآن الكريم بما جاء من بعض التفاسير التي أخذت بظاهرة الآية الكريمة : ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ، وقوله تعالى : قل هل أنبئكم بشر من ذٰلك مثوبة عند الله ۚ من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت ۚ أولٰئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل.

اقرأ أيضا : هل خلق الله الأرض في ستة أيام أم ثمانية أيام وهل تتعارض سورة الأعراف مع سورتي فصلت و يونس

هل مسخ الله اليهود إلى قرود وخنازير وكيف يستقيم هذا مع سنن الله في الكون

ولكن ما فات المشككين في القرآن الكريم أن كبار المفسرين للقرآن الكريم فسروا هذه الأية بمعنى أن المسخ كان مسخا معنويا لقلوبهم وليس مسخا ماديا بمعنى تحويل البشر من الهيئة البشرية إلى هيئة القرود والخنازير ، وهو ما جاء في كتب الأصول ، قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو حذيفة ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) قال : مسخت قلوبهم ، ولم يمسخوا قردة ، وإنما هو مثل ضربه الله ( كمثل الحمار يحمل أسفارا )، وهو ما أخذ به الإمام محمد عبده في تفسيره، وهذا التفسير هو ما ذهب له مجاهد بن جبر من أن المسخ وقع على قلوبهم ولم تمسخ أبدانهم وهو ما جاء في صفحتي 77 و 78 من الجزء الأول من تفسيه، وتفسير ابن جرير في صفحة 75 من الجزء الأول ، وذهب له ابن أبي حاتم وهو ما جاء في تفسير ابن كثير الجزء الأول صفحة 105، وذهب ابن كثير إلى أن المسخ معنوي وليس حقيقي وأنه من ضرب الأمثال كما مثلهم بالحمار يحمل أسفارا، وهو التفسير الذي نقله عنه أبو السعود في تفسيره ، والشوكاني في فتح القدير الجزء الأول صفحة 96 ، وقال به القاسمي في محاسن التأويل الجزء الأول صفحة 150، واختاره محمد رشيد رضا وشيخه محمد عبده في صفحة 344 من الجزء الأول من تفسير المنار

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً