يقول الله في كتابه الكريم : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون، يقول الإمام الطبري في تفسير هذه الآية : وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل ما ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه، فالمولى سبحانه وتعالى حفظ القرآن الكريم من التحريف ومن أن يضاف له أو ينقص منه، والمسلمون يعتبرون أن هذا جزء من العقيدة الإسلامية لا يتزعزع وذلك مصداقا لقول الله تعالى : لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ولكن بالنسبة لغير المؤمنين فهم يطلبون دليلا ماديا يمكن الامساك به على أن القرآن الكريم الذي نزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل نحو 15 قرنا هو نفسه القرآن الكريم الذي بين يدينا الآن وأن القرآن الكريم الموجود بين أيدينا الان لم يحرف منذ نزل الوحي ؟
اقرأ أيضا : والله ورسوله أحق أن يرضوه لماذا لم يثنى فعل يرضوه وهل الآية بها خطأ لغوي ؟
هل لدينا دليل مادي على أن القرآن الكريم لم يحرف منذ نزول الوحي ؟
لن يؤمن غير المسلمين بأن القرآن الكريم الذي بين لدينا ليس محرفا وهو نفسه القرآن الذي نزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل نحو 15 قرنا، هذا الدليل هو ما كشف عنه مؤخرا البروفسير ديفيد توماس أستاذ المسيحية والإسلام في جامعة برمينغهام ، وكشف ديفيد توماس عن أن جامعة برمينغهام البريطانية عثر فيها على مخطوطة من القرآن موجودة في مكتبة الجامعة منذ حوالي مئة عام، بعد فحصها بتقنية الكربون المشع تبين للباحثين أن صفحات المخطوط ترجع إلى الفترة ما بين 568 و645 للميلاد، وهي الفترة ذاتها تقريبا التي عاش فيها النبي محمد، الذي يعتقد أنه عاش ما بين 570 و632 للميلاد. وبناء على ذلك، توقعوا أن تكون المخطوطة قد كتبت في عهد النبي محمد أو بعد وفاته بسنوات قليلة علما أن فترة الوحي القرآني استمرت بين 610 و632 للميلاد، وأكد ديفيد توماس أن "الأجزاء من القرآن الموجودة في هذه المخطوطة مطابقة للنص القرآني الذي يقرأه الناس في المصاحف اليوم"