يُمثل المدّعي الخاص الأمريكي، روبرت مولر، أمام الكونجرس يوم اليوم الأربعاء في جلسة تلقى ترقّباً شديداً في الولايات المتحدة، للإدلاء بإفادته حول خلاصات التحقيق الذي أجراه في التدخل الروسي في حملة الانتخابات الرئاسية عام 2016.
فبعد عامين من الصمت، سيجلس "مولر" أخيرًا للاستجواب المطول في جلستين بمجلس النواب الأمريكي. وعلى الرغم من أنه أعرب عن إحجامه عن الإدلاء بشهادته وتعهد بمناقشة محتويات تقريره المكون من 448 صفحة فقط، إلا أن ظهوره متوقع للغاية. وسيحاول أعضاء الكونجرس إيجاد طرق لتسليط الضوء على نتائج التقرير أو تقويضها.
اقرأ أيضاً: مولر يوافق على الإدلاء بشهادته أمام الكونجرس حول التدخل في الانتخابات الأمريكية
ووفقاً لتقرير نشر على الموقع الإلكتروني لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن الجلسة الأولي تديرها اللجنة القضائية بمجلس النواب وتبدأ الساعة 8:30 صباحًا بتوقيت المنطقة الزمنية الشرقية اليوم الأربعاء، ومن المتوقع أن تستمر حوالي ثلاث ساعات، تليها استراحة قصيرة ومن ثم جلسة أخرى للجنة الاستخبارات بالمجلس ظهراً لمدة ساعتين تقريبًا.
والمكان: الكابيتول هيل
وبالنسبة للنواب الفاعلين في هاتين الجلستين: الرئيسان الديمقراطيان للجنتين القضائية والاستخبارية، النائبان جيرولد نادلر من نيويورك وآدم شيف من كاليفورنيا، سيحددان النبرة ويقودان الاستجواب لكلتا الدورتين. لكن الجمهوريين يستعدون لمحاولة مواجهتهم، بقيادة النائبين دوج كولينز من جورجيا، وديفين نونيس من كاليفورنيا، بمساعدة من النائب جيم جوردان من أوهايو، وهو أحد أكثر منتقدي التحقيق بشأن مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.
اقرأ أيضاً: ترامب يهدد الديمقراطيين بتقديمهم للعدالة لفبركتهم تقرير مولر
كيفية المشاهدة: ستنقل الشبكات التلفزيونية تفاصيل هاتين الجلستين في بث مباشر، فضلا عن تغطية شاملة من جانب الصحف.
ما سيتحدثون عنهعرقلة سير العدالة: من المتوقع أن يدور الكثير من النقاش في الجلسة الأولى، التي تديرها اللجنة القضائية، حول المجلد الثاني من تقرير مولر، وهو سرد شامل لمحاولات الرئيس لإعاقة المحققين. ولم يقرر مولر وفريقه ما إذا كانت جهود ترامب ترقى إلى إعاقة العدالة الجنائية ولكنه رفض أيضًا إعفائه.
التواطؤ مع روسيا: وخلال الجلسة الثانية التي تديرها لجنة الاستخبارات، ستركز اللجنة على المجلد الأول من التقرير، الذي ادعى تدخل روسيا في الانتخابات لعام 2016. حيث وجد المحققون اتصالات متكررة بين الوسطاء الروس وحملة ترامب، التي رحب مستشاروها بالمساعدة وتوقعوا الاستفادة منها، لكن الأدلة ليست كافية لإثبات وجود مؤامرة.
وذكر التقرير أنه من المتوقع أن يلتزم مولر بشدة بما أورده في تقريره، على الرغم من أن المشرعين لا يعتزمون تركه الإدلاء بشهادته بهذه السهولة. وفي شهر مايو الماضي، خلال ظهوره العلني الوحيد كمستشار خاص، صاغ مولر تلك الوثيقة كشهادة أمام الكونجرس وقال إنه يأمل ألا يضطر إلى الشهادة.
يريد الديمقراطيون من مولر أن يظهر أخطر الأدلة على عرقلة العدالة من جانب ترامب في تقريره. وهم يعتقدون أن العديد من الأميركيين يفتقرون إلى الفهم الكامل لجهود ترامب لإعاقة التحقيق وأن إعادة سرد مولر له ستترك انطباعاً على الناخبين، وفقا للصحيفة الأمريكية.
وعلى الجانب الآخر، يريد الجمهوريون التركيز على أجزاء من التقرير يعتبرونها مفيدة للرئيس دونالد ترامب، وهي تلك المتعلقة بعدم توجيه مولر الاتهام لأي شخص بالتآمر. لكن لديهم مجموعة من الأسئلة الأخرى حول التحقيق نفسه، بدءًا من طوله. ويختلف الجمهوريون حول مدى صعوبة ملاحقة مولر، لكنهم يعتزمون السؤال عن التحيز المحتمل ضد ترامب في مكتب التحقيقات الفيدرالي، بحسب ما ذكرت "نيويورك تايمز" في تقريرها.
ما الذي يمكن أن يحققه الديمقراطيون؟وزعمت الصحيفة بأن الديمقراطيين سيكون إنجازهم الرئيسي هو جعل مولر يقول إن ترامب كان سيتهم بارتكاب جريمة إن لم يكن هناك توجيهات من جانب وزارة العدل تقضي بعدم شرعية إدانة رئيس في منصبه، وأنّ الكونجرس وحده يمكنه ملاحقته. لكنهم يأملون أيضًا في أن يكون هناك موافقة ضمنية أو صريحة من جانب الكونجرس في إجراء محاكمة. ولكن كلا الاحتمالين غير مرجحين. والأمر الأكثر واقعية هو أن الديمقراطيين يرغبون في أن يراقب الأمريكيون العاديون في الداخل غضبهم من سلوك الرئيس.
وبالنسبة للجمهوريينفإنهم يعتقدون، بالنظر إلى الوضع الراهن، أنه إذا كان مولر قد كرر تقريره ولم يتمكن من مساعدة الديمقراطيين، فإنهم بذلك قد نجحوا. كما يأملون في إثارة الشكوك حول عدالة تحقيق مولر نفسه، وفقا لما ورد بالتقرير.
مولريريد مولر تجنب التورط في المعترك السياسي وينأى بسمعته بحيث لا تشوبها شائبة. فهو ذلك المحقق الذي نادرا ما يظهر في وسائل الإعلام، ونادرا ما يدلي بتصريحات علنية، فضلاً عن أنه يحظى باحترام كبير في الولايات المتحدة.