كانت الخرافات والقصص السحرية قديمًا تملأ حياة الناس حتى آخرها، وكانوا مؤمنين تماماً بهذة الخرافات. وكان من الغباء وقتها أن لا يصدق الشخص تلك الخرافات، حيث أن الناس وقتها في اعتقادهم يؤمنون بأشياء تحميهم مثل التمائم، والعقود، والخواتم، والأطباق، وأخيراً القمصان السحريه المصنوعة من الكتان يظنون أنهم عندما يرتدونها فى الحروب سوف تحميهم من السهام والضربات القاتلة والسيوف، وفي عصرنا الحديث أصبحت هذه الأمور من أكثر الأشياء المشوقة التى تعرضها شاشات السينما المصريه للجمهور.
هناك "قميص سحري" معلق بالوقت الحالي في قاعة الطب، بمتحف الفن الإسلامي، في القاهرة، طول القميص 137 سم، وعرضه 89 سم، ويبلغ اتساع الوسط 92 سم، وطول الذراع 20 سم، ويدخل فى تكوينه أرقام وطلاسم غريبة وبعض آيات من القرآن الكريم، ويبلغ عمر هذا القميص على حسب الدراسات 149 سنة، وكان له شهرة عظيمة في حروب العصور القديمة، ويعود تاريخه إلى عصر الدولة الصفوية بإيران خلال القرن 18 ميلادي، ويوجد عليه طلاسم وكلمات وأرقام وأسماء فسرها عدد من الباحثين والمفكرين ورجال الدين على أنها أسماء للملائكة والشياطين، بجانب التعاويذ الخاصة بالسحر الذي تخدم الشيطان ولم يتمكن أحد حتى الآن من فك شفرتها.
من الذي ارتدى هذا القميص؟
ما قاله فيلم الفيل الأزرق أنه كان يعود إلي المأمون هذا الكلام غير صحيح فهو في الحقيقة يعود إلى سلطان الدولة الصفوية "صفي الثاني بن عباس الثانى" المعروف باسم سليمان الأول والذي كان يشتهر بأنه رجلاً منحوساً، وعندما ساءت حالته الصحية ولم يعد قادرا على إدارة أمور الحكم في البلاد كان يرتدى هذا القميص اعتقادا منه بأن القميص سوف يساعده على العيش واستعادة صحته، لكن القميص لم ينفعه بصحته ولا بحكمه.
وارتداه أيضا السلطان العثماني سليمان القانوني في معركة موهاج اعتقاداً منه أن هذا القميص يحميه من السهام والسيوف ومن سحر الأعداء وكانت هذه الحرب أمام المجري (لايوش)، وارتداه أيضاً أصحاب المذهب الشيعي. وآخر من ارتدى هذا القميص الموجود في المتحف الإسلامي بالقاهرة مات مقتولاً، حيث أن القميص إلى يومنا هذا يوجد به بقع دم حتى الآن.
كيف وصل القميص المسحور إلى المتحف الإسلامي المصري؟
ومن المعتقدات الشائعة عن القميص المسحور، أنه توارثته الأجيال حتى قرر واحد ممن امتلكه أن يتخلص منه وهو بحسب الروايات التاريخية "مصطفى بك شمس الدين"، الذى قرر أن يتخلص من القميص بأى ثمن فاشتراه منه "ماكس هرتز" كبير مهندسين لجنة حفظ الأثار العربية القديمة بمبلغ 5 جنيهات مصرى فقط وأهداه إلى المتحف الفني الإسلامي بالقاهرة قبل أن يرحل عن مصر عام 1914 ميلادية.
وفى وقتنا هذا لم يتبقى فى العالم كله سوى 9 قمصان سحريه فقط ، 1 فى متحف المتروبوليتان، بالولايات المتحدة الأمريكية، و3 قمصان فى متحف طوب قبو سراي بتركيا، و5 قمصان فى المتحف الفني الإسلامى بالقاهرة ، 1 قميص معلق للجمهور والباقى فى المخازن تحت الترميم.