في بداية الأمر.. بدأت وسائل الإعلام الإيرانية متحفظة في ردود أفعالها على ما يجرى في تركيا خاصة بعد تسارع الأحداث وترجيح فشل محاولة الانقلاب العسكري، فعند سماع أنباء عن محاولة الانقلاب، قامت وكالة "فارس الإيرانية" بكتابة عنوان فقط يقول " انقلاب في تركيا " ثم بعد ذلك نشرت صور بعنوان " الجيش التركي ينفذ انقلابا عسكريا ضد أردوغان".
كما نقلت بعد ذلك تصريحا لوزير الخارجية الإيراني "جواد ظريف" الذي لم يدن فيها محاولة الانقلاب مكتفيا بإبداء القلق فقط، حيث عبر عن ذلك خلال تغريدة على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى تويتر، حيث كتب نصا "قلق مما يجري في تركيا"، داعيا جميع الأطراف في تركيا إلى ضبط النفس وتغليب مصلحة الوطن، وأضاف ينبغي على الأطراف أخذ الحيطة والحذر والوحدة في ظل ظروف مثل هذه.
واكتفت وكالة "تسنيم" المقربة من الحرس الثوري بتقرير على صفحتها الرئيسية بعنوان " الجيش التركي يصدر بيانا عاجلا بعد الانقلاب العسكري"، وتجاهلت الأخبار المتداولة التي تحدثت عن فشل المحاولة الانقلابية حتى ساعات فجر السبت.
وأعلنت وكالة الأنباء الإيرانية عن إغلاق كافة المعابر الحدودية مع تركيا حتى إشعار آخر.
واكتفى أيضا موقع وكالة الجمهورية الإيرانية الرسمية "إيرنا" بتقرير هي الأخرى على بعنوان " الجيش الترکي يعلن توليه السلطة"، لكنها أشارت في ثنايا التقرير إلى أن وسائل إعلام محلية رجّحت فشل المحاولة.
فيما تجاهلت وكالة أنباء "الطلبة الإيرانية" باللغة العربية ولم تنشر أي خبر عن تركيا حتى صباح السبت.
أما عن قناة "العالم" الإيرانية فقد أوضحت رد الفعل الإيراني تجاه الانقلاب الذي حدث في تركيا، ونشرت تقرير لها بعنوان "إيران وبعض الدول تبدي قلقها العميق لما يجري في تركيا"، فيما وصفت ما جرى في تركيا بـ"محاولة انقلاب"، وأفردت تقريرا آخر بعنوان " رئيس الوزراء التركي يعلن السيطرة على محاولة الانقلاب".
كما تابعت أيضا قناة "الميادين" الإيرانية ما يجري في تركيا، ونشرت تقريرا حول ردود الفعل الدولية التي وقفت مع الحكومة التركية، كما أبرزت تقريرا بعنوان " المخابرات التركية تعلن هزيمة الانقلاب"
أما عن الصحف الإيرانية..
أشارت الصحف الإيرانية لعقد اجتماع للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بأوامر الرئيس الإيراني حست روحاني فور وقوع الانقلاب العسكري في تركيا، متهمة أردوغان باستغلال الانقلاب الفاشل لتصفية معارضيه فى الجيش والقضاء.
وقالت صحيفة "اعتماد الإيرانية الإصلاحية" أن الرئيس التركى سيستغل أجواء ما بعد محاولة الإطاحة به الفاشلة لتصفية معارضيه فى الجيش والقضاء.
وأضافت الصحيفة يبدو أن أردوغان بدأ بالفعل بتنفيذ مخططه الخاص بشكل علنى وسريع، مستفيدا من أجواء السخط العام على حركة الجيش، هذه الأجواء أزالت تحفظات أردوغان قبل ذلك، مؤكدة أنه قد مضى بالفعل فى مخططه هذا لكن بشكل بطىء وحذر قبل حركة الجيش التى منحته الذريعة لذلك.
وأشارت الصيحفة الإيرانية على إن مبالغة الحزب الحاكم فى تصفية خصومه عن طريق المراهنة على أجواء السخط، قد تؤدى إلى نتائج عكسية فى المستقبل على الصعيد الداخلى، فالشعب التركى تصدى لحركة الجيش دفاعا عن المسار الديمقراطى فقط.
وكتبت صحيفة "شرق الإصلاحية" عن الانقلاب العسكري في تركيا وتحركات الشارع التركي دون الحديث عن موقف رسمي من الجانب الإيراني عن الأحداث في تركيا.
قالت صحيفة "روزان الإيرانية" أن إمبراطورية أردوغان أصبحت هشة، لأن فشل الانقلاب العسكري فى تركيا سيكون له تأثير كبير فى هذا البلد والمنطقة، مضيفة أن المجتمع المدنى وجد نفسه فى تركيا وتحول إلى قوة أساسية مؤثرة فى كافة مستويات السلطة.
وقالت إن الشعب التركى قلل من دور الجيش فى السياسة، مشيرة إلى أن الزلزال الذى حدث فى تركيا إثر فشل حركة الجيش ستكون لها توابع كثيرة فى هذا البلد، ووفقا للمحللين الدوليين فإن المنطقة قبل وبعد الانقلاب فى تركيا ستختلف اختلافا كبيرا.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران دعمت منذ الساعات الأولى الحكومة التركية المنتخبة، وأدان "ظريف" بعد 3 ساعات من بدء حركة الجيش على صحفته الخاصة على تويتر.
كما دان "شامخاني" امين سر المجلس القومي الإيراني عملية الانقلاب الفاشلة في تركيا، موضحًا أنه "منذ بداية هذه الازمة في تركيا كنا على تواصل مع المسؤولين السياسيين والامنيين في تركيا ونتابع التحركات بدقة.
وكان وأكد شامخاني أن إيران تراقب التطورات في تركيا بدقة وقلق، وقال إن "عدم الاستقرار في تركيا يخل بأمن وهدوء الشعب"، وأضاف الي وجود إشراف كامل على كل الحدود المشتركة مع تركيا برًا وجوًا.
وأشار أن "رغبة وارادة الشعب هي المعيار الاهم في اصالة اي تحول سياسي في الدول.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
