"نهر النيل" نسمع هذا الاسم ونُكرره ونعتاد عليه، فهو معلم من معالمنا الحضارية، ومظهر خاص من مظاهر الإحتفال والخروجا في الأعياد، لانتشار أماكن التنزه على ضفافه، نعلم أنه ثقافة لشعوبه، وتاريخ عريق يتنمي لتاريخ بلادنا العريقة، ولكن على الرغم من هذا هناك بعض الأمور التي نجهلها عنه.
من المعروف أن النيل أطول أنهار الكرة الأرضية ويقع في قارة أفريقيا وينساب إلى جهة الشمال، وله رافدين رئيسيين، النيل الأبيض والنيل الأزرق ينبع النيل الأبيض في منطقة البحيرات العظمى في وسط أفريقيا، ويجري من شمال تنزانيا إلى بحيرة فيكتوريا، إلى أوغندا ثم جنوب السودان، في حين أن النيل الأزرق يبدأ في بحيرة تانا في أثيوبيا ثم يجري إلى السودان من الجنوب الشرقي ثم يجتمع النهران عند العاصمة السودانية الخرطوم.
إذن كيف يحصل نهر النيل على هذه المياه؟
المصدر الرئيسي لنهر النيل هو "بحيرة فيكتوريا، التي أشرنا إليها، وهي تقع على الحدود بين أوغندا وتنزانيا وكينيا، وهناك أربعة مصادر مختلفة بجانب هذه البحيرة، فيحصل نهر النيل على مياهه منها، تبدأ بالنيل الأزرق، حيث تزود مياهه نهر النيل بنسبة تصل إلى 59%، ثم نهر "السوباط"، وهذا النهر له دور بالغ الأهمية في زيادة المياه، إذ يزود النيل بنسبة 14%، وأيضًا نهر عطبرة بنسبة 13%، وأخيراً بحر "الجبل" الذي يزوده بما نسبته 14% من المياه.
وساعد نهر نيل على ظهور العديد من الحضارات الإنسانية القديمة، إذ أن الحياة على ضفتيه، فالزراعة تعتبر الأساس في ازدهار الأمم والحضارات، وبالإضافة إلى دوره البارز في مساعدة المصريين على بناء أهرامات الجيزة التي تعد من عجائب الدُنيا.
ولا أحد ينسى العثور على حجر رشيد في دلتا النيل، وهو عبارة عن نصب تاريخي من حجر الـ"جرانودايوريت"، نُقش عليه مرسوم ويُظهر المرسوم المنقوش على "حجر رشيد" ثلاثة نصوص مكتوبة بلغات قديمة مختلفة، وهو ما حيّر علماء العالم ومن خلاله تم فك رموز اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة بمساعدة علماء الأنثروبولوجيا.
ما سبب تسمية "النيل" بهذا الاسم؟
جاءت تسمية "النيل" للنهر الأطول في العالم، من مُصطلح يوناني قديم منذ آلاف السنوات، وهو "نيلوس Neilos"، وهو يعني باليونانية القديمة "الوادي"، وكان الأوروبيون قديمًا، يسمونه بـ"إيجبتوس Aigyptos"، نسبة إلى مصر - Egypt بالإنجليزية-، و"إيجبتوس Aigyptos" هو الاسم الذي كانوا يطلقونه على حضارة "مصر القديمة".
أطول نهر في العالم
يُغطي نهر النيل حوالي 10% من مساحة اليابسة في القارة الإفريقية كاملة، ويبلغ طول نهر النيل قرابة الـ 6650 كيلومتر، أي ما يعادل بالأميال 4132 ميلا، كما أن مساحة حوض نهر النيل الإجمالية، حوالي ثلاثة ملايين كيلو متر مربع تقريبًا ،ويأتي نهر "الأمازون" في أميركا الجنوبية، بالمرتبة الثانية كثاني أطول نهر في العالم بد نهر النيل.
موطن 160 مليون إنسان
أن نهر النيل يغطي ما يقارب 10% من مساحة اليابسة في القارة الإفريقية السمراء، وبحسب تقرير لمنظمة الأنهار الدولية فهو شكّل موطن لقرابة الـ160 مليون إنسان يعيشون على ضفافه في بلدان افريقيا العشرة التي يمر منها، إذ أن أهميته تعود إلى عمق التاريخ لتصل حتى حضارة مصر القديمة، إذ أنه السبب الأساسي لازدهار الزراعة الخصبة على ضفتيه منذ تلك الحقبة، وكما أشرنا دوره الكبير في بناء أهرامات الجيزة.