أكد الدكتور هشام عبد العزيز علي، مدير عام الإدارة العامة لشئون القرآن الكريم بوزارة الأوقاف، أن الله عز وجل قد اختص من أيام الدهر مواسم تضاعف فيها الحسنات، وتكثر فيها الخيرات وترفع فيها الدرجات، ويقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): "إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٌ فَتَعَرَّضُوا لَهُ ، لَعَلَّهُ أَنْ يُصِيبَكُمْ نَفْحَةٌ مِنْهَا فَلَا تَشْقَوْنَ بَعْدَهَا أَبَدًا”، وأننا نعيش هذه الأيام موسمًا من أعظم المواسم أجرًا ، وأجلها قدرًا ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ) يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: (وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ).
وأضاف عبد العزيز، أنه ينبغي على كل مسلم أن يغتنم هذا الفضل الكبير ، والأجر العظيم بالتقرب إلى الله (عز وجل) بألوان الطاعات ، وصنوف العبادات ، ومن الأعمال الطيبة في هذه الأيام التكافل وصلة الأرحام وإدخال الفرح والسرور على الفقراء والمحتاجين ، ومن صور التكافل المشروع بين المسلمين الأضحية ، وهي سـنة من سنن الرسول (صلى الله عليه وسلم) ينبغي الالتزام بها للمستطيع ، وحيث يكون الرخاء والسعة يكون العمل بقوله (صلى الله عليه وسلم) : “كلوا وتصدقوا وادخروا”, وحيث يكون بالناس جهد وحاجة أو شدة وفاقة يكون العمل بقوله (صلى الله عليه وسلم) :”من ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثة وفي بيته منه شيء”.
وأكد، أن الأضحية كما تتحقق بالذبح تتحقق بشراء الصك ، وأن صكوك الأضاحي من صور التكافل المجتمعي ، وأن شراء الصك يعظم من نفع الأضحية , وبخاصة لمن لا يملك آلية لتوزيعها على الوجه الأمثل , مما يجعلها تصل عبر منظومة الصكوك إلى مستحقيها الحقيقيين , وهو ما يزيد من نفع الأضحية وثوابها في آن واحد , كما أنه يسهم في إيصال الخير إلى مستحقيه بعزة وكرامة ، وما أجمل أن يجمع المستطيع الموسر بين الأمرين ذبح الأضحية توسعةً على أهله وذويه ، وشراء الصكوك توسعة على عامة الفقراء في المناطق الأكثر احتياجًا.