اقتربت مقاتلة "إف 18" تابعة لحلف "لناتو" من طائرة وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، أثناء تحليقها فوق المياه المحايدة لبحر البلطيق، لتقوم طائرتي "سو-27 " الروسية بإبعادها. وكانت الطائرة التي كان على متنها وزير الدفاع الروسي، تنفذ رحلة بمرافقة مقاتلتين "سو-27" تابعتين لسلاح الجو لأسطول البلطيق من كالينينجراد إلى موسكو. وحاولت مقاتلة إف-18 تابعة لحلف الناتو الاقتراب من طائرة الوزير، لكن المقاتلتين سو-27 قامتا بإبعادها.
لماذا أقدمت مقاتلة الناتو على هذه المناوشة؟
في الشهر الماضي، أعلن قائد وحدة الطيران في أسطول البلطيق الروسي المتمركز في منطقة كالينينجراد، أن هناك تسع طائرات تجري غالبا عمليات الاستطلاع بالقرب من الحدود الروسية.
اقرأ أيضاً: مقاتلات روسية تجبر طائرات الناتو على الابتعاد عن مسار وزير الدفاع الروسي
ووفقا له عادة ما تقترب من الحدود الروسية الطائرات التالية: "RC-135" و"جولف ستريم" و"أوريون Р3С" و"جلوبال هوك" و"فالكون" و"بي-52" و"R-1 Sentinel" و"بوسيدون" وطائرات مسيرة من نوع "ريبر"، وغالبا ما تكون هذه الطائرات أمريكية، "لكننا نرصد أيضا طائرات بريطانية وسويدية وألمانية".
وتقوم الطائرات الروسية بمرافقة الطائرات الأجنبية القادمة من دول البلطيق أو من دول أجنبية أخرى عند اقترابها من الحدود.
وقال القائد: قامت الطائرات الروسية بمهمات كهذه 35 مرة هذا العام.
ليست المرة الأولى
وفي وقت لاحق، تم بث شريط فيديو للقاء على قناة تلفزيونية تديرها وزارة الدفاع الروسية يُظهر طائرة من طراز F-16 تحلق إلى جانب طائرة الوزير شويجو على مسافة قصيرة قبل رؤية طائرة مقاتلة روسية وهي تدخل نفسها بين الطائرتين. أثبتت الطائرة المرافقة أنها كانت مسلحة من خلال إمالة أجنحتها لإظهار الصواريخ التي كانت تحملها، وبعد ذلك حلقت الطائرة F-16 بعيداً.
اقرأ أيضاً: مقاتلات روسية تجبر طائرات الناتو على الابتعاد عن مسار وزير الدفاع الروسي
أكد الناتو أنه تعقب "ثلاث طائرات روسية، من بينها طائرتان مقاتلتان" فوق بحر البلطيق الأربعاء الماضي. وفي بيان، قال الحلف إن الطائرة الروسية لم تستجب لمراقبة الحركة الجوية أو طلبات تحديد هويتها.
وقال البيان "ليس لدى حلف شمال الأطلسي أي معلومات بشأن من كان على متن الطائرة"، مضيفاً أن تصرفات الطاقم كانت "روتينية" لتحديد الطائرة مع "الحفاظ على مسافة آمنة في جميع الأوقات"، ومن ثم حلقوا بطائرتم بعيداً.
طائرة تقل وزرير الدفاع الروسي تتعرض لاستفزاز مقاتلة تابعة لـ"الناتو".. هل كانت محاولة اغتيال؟
قلق روسي إزاء الحشد العسكري
كان وزير الدفاع الروسي شويجو في طريقه إلى كالينينجراد للقاء مسؤولي الدفاع هناك. وقالت الوزارة في موقعها على شبكة الانترنت إن شويجو "حذر خلال الاجتماع من أن" الوضع قرب الحدود الغربية لروسيا يميل إلى أن يزداد سوءا"، مضيفاً "هذا مرتبط بزيادة النشاط العسكري لدول الناتو في أوروبا الشرقية".
وعبر شويجو عن مخاوفه بشأن التدريبات العسكرية للحلف الجارية حالياً في دول البلطيق، قائلاً إنها تعكس "مسار حلف الناتو المعادي لروسيا".
وعزز الناتو وجوده العسكري في دول البلطيق وبولندا في الأشهر الأخيرة في محاولة لمعالجة المخاوف في المنطقة من أن روسيا أصبحت أكثر حزما.
الحادث الثالث في أسبوع
وجاء حادث طائرة الأربعاء بعد يوم من إعلان الجيش الأمريكي أن مقاتلاً روسياً أجرى اعتراضًا "غير آمن" لطائرة استطلاع أمريكية فوق البلطيق. لكن وزارة الدفاع الروسية قالت إن طائرتها لم تتدخل إلا بعد أن قامت الطائرة الأمريكية "بتحول استفزازي" نحوها.
وفي حالة أخرى، قالت السويد الأربعاء إنها استدعت سفير روسيا لديها لإجراء محادثات بعد أن حلق مقاتل روسي بطائرة استطلاع سويدية فوق بحر البلطيق يوم الاثنين.
وقال وزير الدفاع السويدي بيتر هولتكفيست لوكالة تي تي للأنباء: إن "السلوك الروسي غير مقبول"، وقد زاد من خطر وقوع حادث خطير.