"ترامب" يساوم بريطانيا على "بريكست" بدون اتفاق في مقابل علاقات تجارية مزدهرة.. ماذا يحيك الرئيس الأمريكي للمملكة المتحدة؟

يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقاء رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على هامش قمة مجموعة السبع، وذلك قبل الاجتماع بأي من الزعماء الأوروبيين الآخرين، في محاولة "لإرسال إشارة" إليهم خلال هذه القمة المزمع انعقادها في فرنسا الأسبوع المقبل.

كانت الولايات المتحدة قالت إنها مستعدة للعمل فوراً على إبرام اتفاقيات تجارية مصغرة بين البلدين عقب مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي.

وكان جون بولتون، مستشار الأمن القومي لترامب، قال، الاثنين الماضي، إن الانسجام والتقارب بين جونسون وترامب كان بالفعل أفضل من ذاك الذي كان بين الرئيس الأمريكي ورئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي. مضيفاً: "لقد أجرا بالفعل خمس أو ست مكالمات هاتفية، إنها بداية جيدة".

اقرأ أيضاً: رئيس وزراء بريطانيا الأسبق: بريكست دون اتفاق يهدد بكارثة اقتصادية

ومن المقرر أن يحضر قمة مجموعة السبع في بلدة بياريتز الفرنسية، والتي ستنطلق فعالياتها السبت القادم، كلاً من ترامب وجونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو، ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، فضلاً عن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية على موقعها الإلكتروني، فإن الرئيس الأمريكي ترامب يمكن أن يعقد اجتماعًا ثنائيًا مع رئيس الوزراء جونسون قبل لقائه الرئيس ماكرون، الذي تستضيف بلاده الحدث، باعتبار ذلك "إشارة نوايا" حول صفقة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وسيكون ذلك هو اللقاء الأول الذي يجمع بين الرجلين.

وقال مصدر، بحسب "التايمز"، إن ترامب "يعتقد حقًا" أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون صفقة أفضل من الاتفاق الذي أعدته "ماي" بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. مضيفاً "إنهم يعتقدون حقًا أنها أفضل طريقة للخروج، فلا يعتقدون أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون صفقة سيكون مشكلة سيئة".

اقرأ أيضاً: وزير المالية البريطاني: لست خائفا من خروجنا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق

كان بولتون أغضب بروكسل الاثنين الماضي باتهامه الاتحاد الأوروبي بمعاملة بريطانيا مثل "الفلاحين". ورَفَض المخاوف المثارة بشأن إمكانية أن يعرقل الكونجرس التوصل إلى صفقة تجارية بدعوى تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على تلك الصفقة، وقال أيضاً إنه لا يفهم المخاوف من أن تعميق العلاقات التجارية قد يعرض خدمة الصحة الوطنية بالمملكة المتحدة للخطر.

وأضاف: "إننا نرى أن الخروج الناجح يخدم مصالحنا، ونجاح بريطانيا في الخروج من الاتحاد الأوروبي هو تأكيد للحكم الديمقراطي. إن السائد في الاتحاد الأوروبي عندما يصوت الناس بالطريقة الخاطئة المغايرة للطريقة التي تريدها النخبة، هو جعل الفلاحين يصوتون مرارًا وتكرارًا حتى يفعلوا ذلك بشكل صحيح".

وأكد على أنه إذا قررت الحكومة الخروج دون اتفاق "فسوف ندعم ذلك بحماس"، قائلاً: "كنت أنا والرئيس ترامب من المؤيدين للخروج قبل أن يكون هناك مؤيدين له".

اقرأ أيضاً: رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في بريطانيا يحذر: "بريكست" بلا اتفاق يعرضنا للخطر

وأشار إلى أن الصفقات التجارية محل الحديث، يمكن أن تسفر عن نتائج ملموسة بسرعة أكبر بكثير من الصفقة الشاملة التي قد تستغرق سنوات حتى تكتمل. وقد تغطي تلك الصفقات الثنائية المبكرة قطاع التصنيع، بما في ذلك صناعة السيارات، مع تأجيل تلك مفاوضات التي تنطوي على صعوبة أكثر مثل الخدمات المالية. فنحن نريد التحرك بسرعة كبيرة. ونتمنى أن يكون بمقدورنا المضي قدماً أكثر في ظل الحكومة الحالية على عكس الحكومة السابقة". التي كنا أيضاً مستعدين للتفاوض معها، ونحن على استعداد أيضاً للتفاوض الآن. فنحن نرى أن في ذلك مضيّاً على الطريق السريع.

وتابع "بولتون": "كان رئيس أمريكي سابق قال إنه إذا غادرت المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي فسوف تتزيل قائمة الانتظار بشأن الصفقات التجارية. لكن، ولكي نكون واضحين، فإن بريطانيا في ظل إدارة ترامب تصبح دائمًا أعلى قمة قائمة الانتظار التجارية".

لكن خبراء التجارة كانوا متشككين في إمكانية إبرام مثل هذه الصفقات المصغرة.

وقال "سام لوي"، كبير الباحثين في مركز الإصلاح الأوروبي: "لقد عرض الاتحاد الأوروبي هذا النوع من الصفقات على الولايات المتحدة كوسيلة لتخفيف حدة الحرب التجارية، ولكن الولايات المتحدة رفضت ذلك". مضيفاً: هذا يجعلني أشك في أن عقد هذا النوع من الصفقات أمر ممكن من الناحية السياسية في أمريكا.

وتابع: "ما أظنه هو على الأرجح سلسلة من الاتفاقيات المتعلقة بالتجارة، مثل أن الولايات المتحدة تستثني بريطانيا من زيادة التعريفات، وذلك مقابل اتخاذ إجراء تجاه شركة التكنولوجيا الصينية "هواوي" أو تجاه إيران أو عدم فرض ضريبة على الخدمات الرقمية". مشيراً إلى أن تلك الاتفاقيات "يمكن تعبئتها وتقديمها كـ "صفقات" على الرغم من أنها لن تكون كذلك".

إلى ذلك، قال ديفيد هنيج، مدير مشروع السياسة التجارية في المملكة المتحدة، إنه بموجب قواعد منظمة التجارة العالمية، فلا يمكن أن تتضمن هذه الصفقات الصغيرة تخفيضات جمركية على البضائع التي باعتها بريطانيا إلى الولايات المتحدة. وأضاف: إن الولايات المتحدة يمكن أن تقلل الحواجز غير التعريفية أمام البضائع البريطانية ولكنها قد تستخرج ثمناً باهظاً.

وتابع متحدثاً عن الأمريكان: "يمكن أن تراهم يدعون عدم تنفيذنا المؤشرات الجغرافية للاتحاد الأوروبي (مثل بارما هام) أو إسقاط بعض المعايير الفنية التي لدينا نتيجة لعضويتنا في الاتحاد الأوروبي، ومن الممكن أن يكون سعر جعل التجارة مع الولايات المتحدة أسهل هو جعل التجارة مع الاتحاد الأوروبي أكثر صعوبة".

ومن جانبه، قال لويس لوكنز، السفير البريطاني السابق لدى الولايات المتحدة، اليوم على راديو "بي بي سي 4": "أعتقد أن عليك أن تكون حذراً بعض الشيء من شخص مثل جون بولتون عندما يحمل إليك هدايا، لأن تلك الهدايا حتما تخفي وراءها مصلحة، فسوف يريدون بالتأكيد شيئا في المقابل".

وقد وجه جاك سترو، وزير الخارجية البريطاني الأسبق، تحذيراً مماثلاً: "إنها أعمال تجارية بحتة - حيث لا يمكن أبداً أن تحصل على شيء مقابل لا شيء".

وختاماً، أكد "بولتون" أن أمريكا كانت تسعى لجلب بريطانيا إلى جانبها في قضايا السياسة الخارجية الرئيسية لكنها ستؤجل ممارسة المزيد من الضغوط حتى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
نجل إعلامية شهيرة وعمرة 16 سنه.. تفاصيل حادث دهـس عامل دليفيري بالشيخ زايد