حصل "أهل مصر" على صورة ضوئية من تقرير يوضح تفاصيل الأزمة المتعلقة بمسجد سيدي أبو الإخلاص الزرقاني بمنطقة كرموز بالإسكندرية، الذي جري تنفيذ قرار هدمه؛ لإعاقته استكمال تنفيذ مشروع محور المحمودية، وتم نقل ضريح وجثمانى الإمام الزرقاني وشقيقته "أم محمد" بشكل مؤقت لميدان المساجد بجوار مسجد المرسي أبو العباس بمنطقة بحري، وسط إجراءات أمنية مشددة، وذلك تنفيذًا لتوجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنهاء المعوقات التي تواجه استكمال مشروع محور المحمودية، ومنها سوق الحضرة ومسجد وضريح أبو الإخلاص الزرقاني.
وتضمن التقرير، الذي قدمه الشيخ جابر قاسم، وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية بالإسكندرية السابق، إلى شيخ مشايخ الطرق الصوفية تفاصيل أزمة المسجد والضريح منذ بدايتها، حيث إن هذا الكيان بنيان امتدادي على الشط الغربي لترعة المحمودية وجزء رأسي على نهر الترعة يشمل مسجد ومقر جمعية "أهل الذكر الإخلاصية" ومستوصفا.
وأوضح الشيخ جابر قاسم، في تقريره، أن سيدي الشيخ برهان الدين أبو الإخلاص (أحمد بن محمد بن محمد علي الدين الزرقاني) توفي بتاريخ 22 من شهر جمادي الأول سنة 1399 ه الموافق 20/4/1979م بخلوته على شط الترعة، وتم نقل رفاته لمكان ضريحه الآن، الذي تم بناؤه عام 1979، ثم وضع أساس المسجد بتاريخ 1982 بامتداد الضريح، إلى أنه تم إنشاء مئذنة جديدة عام 2009 التي تقع بفاصل باب داخلي بين مكان الضريح والمسجد، بخلاف الباب الرئيسي للضريح علي الشارع قنال المحمودية.
وكشف قاسم أن الضريح والجمعية والمستوصف تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية المشهرة تحت رقم 614/67، ولكن المسجد ضُم لمديرية الأوقاف المصرية طبقا للقانون، مشيرًا إلى أن المشيخة العامة للطرق الصوفية كانت تقيم الاحتفالات لذكرى الشيخ أبو الإخلاص الزرقاني للمواءمة الإسلامية بالمنطقة، حيث توجد موالد بالكنائس بالمنطقة، وتقام زوايا ومساجد تحت سيطرة الفكر المتشدد الإرهابي الإسلامي، الذي يكفر الصوفية، ويمنع ممارسة النشاط الصوفي بالمنطقة إلا بمسجدي أبو الإخلاص الزرقاني وسيدي السماك اللذين يقيمان النشاط الصوفي.
وأشار إلى أنه تلاحظ لتوكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية بالإسكندرية عام 2005 وجود بعض المخالفات والشطحات في احتفالات الموالد، تصدر من أحباب وجمعية أبو الإخلاص الزرقاني منها طباعة كتب شاذة عن المرجعية الإسلامية الصوفية، وقام الأمن الوطني ببحثها، وقام التوكيل برفع الأمر إلى المشيخة العامة بالقاهرة (لسماحة شيخ مشايخ الطرق الصوفية الشيخ حسن محمد سعيد الشناوي) والذي أرسل خطابا طلب فيه أن تنضم هذه الجماعة إلى أي طريقة صوفية يرغبون فيها؛ حتى يمكن محاسبتهم طبقا للقانون الصوفي 118/1976، وتم العرض على رئيس الجمعية أحمد عبد المنعم الذي رفض، وتعهد بسحب جميع المطبوعات وعمل لجان بالمراقبة بالاحتفالات، وقال إنهم لا ينتمون إلى إدارة المشيخة منذ وفاة الشيخ. وهذا حسب قول الشيخ أبو الإخلاص الزرقاني نفسه لهم.
وتابع وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية السابق أنه فيما يخص الشق الخاص بالمشروع القومي لترعة المحمودية محور المحمودية وإعاقة استكمال تنفيذه، أنه منذ تولي رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي ونزلت على الطبيعة الجهات الهندسية ومسؤولو وزارة الموارد المائية؛ لرفع المواقع الرئيسية للإشغالات على الترعة وشاطئيها والشوارع والجوانب الخلفية، بحيث تكون المساحة المتاحة للطريق العام بعرض 60 مترا شمالا و60 مترا غربا، وأصبح المسجد والضريح والمستوصف والجمعية لا بد من إزالتها، فقام أحباب وأتباع أبو الإخلاص الزرقاني بالاعتراض، وقاموا بالذهاب إلى ديوان رئاسة الجمهورية ورئاسة قيادة المنطقة الشمالية العسكرية اللتين رفضتا التعامل معهم، حيث إنهم ليسوا تابعين للهيئات المسؤولة سواء الأزهر الشريف أو الأوقاف أو المشيخة الصوفية، فتوجهوا لوكيل المشيخة بالإسكندرية؛ لمقابلة رئيس القطاع الديني بالأمن الوطني، مضيفا: "ولقد قمنا بالتواصل مع إدارة الأمن الوطني، فقامت الإدارة برفع توصية للإدارة بالقاهرة للإبقاء على الضريح طبقا للفتوى الشرعية ومراعاة البعد الإسلامي لمحبي السادة العلماء والمشايخ الأجلاء وارتباطهم الروحي بمشايخهم وإحياء ذكراهم".
وأضاف جابر أنه "وردت إلى إدارة الأمن الوطني تلبية للتوصية بالإبقاء على الضريح بمكانه وبناء المسجد طبقا للنسق الهندسي والمعماري للمشروع، وتم إبلاغ أحباب أبو الإخلاص بذلك وعلى رأسهم أحمد عبد المنعم رئيس الجمعية، ورمضان البرلسي، وأحمد زهران، وصبري أبو جبل، إلا أنهم أبدوا القبول مع التعهد منهم بإخلاء المسجد والمستوصف والجمعية، وللأسف الشديد فوجئنا بالاعتصام مع الأحباب الآخرين بالمسجد والمستوصف والجمعية"، مضيفًا أنه نتيجة للموقف المتأزم قامت إدارة الأمن الوطني بمحاولة معنا وبانضمام الداعية الإسلامي الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث، بالذهاب إليهم بالمسجد وإثنائهم عن ذلك والامتثال للمصلحة العامة وللمشروع. وبعد محاولة طيبة معهم طلبوا مقابلة قائد المنطقة المشالية العسكرية وبخاصة قائد المشروع اللواء أحمد العزازي، وقام الأمن الوطني بتلبية الطلب، وتم تحديد موعد مع اللواء أحمد العزازي.
وتابع أنه "تمت المقابلة بإدارة المنطقة الشمالية بحضورنا و7 أفراد من أحباب أبو الإخلاص الزرقاني برئاسة أحمد عبد المنعم، وقام اللواء أحمد العزازي باستقبال طيب وديمقراطي في المناقشة وعرض المشروع بالكامل على الشاشات الكبيرة، وأوضح أن جميع المساجد التي أزيلت على شاطئ ترعة المحمودية سوف تعاد بشكل معماري إسلامي جديد، وأطلعنا على الشكل، وأوضح لنا المباني التي تعوق خط سير الطريق للمشروع والمرتبطة بالشوارع الرئيسية والكباري التي تصب وتخرج من الطريق الرئيسي مسجد وضريح أبو الإخلاص الزرقاني والمستوصف والجمعية، ولكن سيتم تدبير مكان الضريح بالرسم الهندسي في الطريق الرئيسي للإبقاء على الضريح، ولكن للأسف الشديد لم يوافقوا بصفة نهائية إلا بعد مقابلة المهندس الاستشاري للمشروع والشركة المنفذة، فوافق اللواء أحمد العزازي، وذهبنا جميعا للموقع على الطبيعة، وتمت المقابلة. وبعد الاطلاع على الرسومات الهندسية على الكمبيوتر للخروج بمبنى يلازم الضريح لم يحدث".
واستكمل أنه تم عرض فكرة جديدة وجيدة من مهندس المشروع وقائد عمليات المشروع ومساعده، وهي إعطاء قطعة أرض فضاء في حدود 1000 متر أو أكثر، بحيث يتم نقل الضريح بالمقصورة الخاصة والمحتويات الخاصة به دون أي تكسير، من خلال ونش من القوات المسلحة متخصص في رفع المباني الجاهزة الكبرى، وتقوم القوات المسلحة ببناء المسجد ملاصقا للضريح ومبنى الجمعية والمستوصف، وهذا المكان الخالي كان موجودا على الجانب الآخر لمبنى المسجد القديم، وهو موقع شركة المقاولات المنفذه للمشروع، وتمت الموافقة من ناحيتنا، إلا أن أحباب أبو الإخلاص رفضوا، وقاموا بالاعتصام بالمسجد؛ لإعلان رفضهم رفضا قاطعا، وكان هذا المجهود منذ الصباح حتى صباح اليوم التالي".
وأردف أنه تم تجميد هذا الأمر حتى تاريخه، إلى أن تناوله الرئيس عبد الفتاح السيسي كإحدى إعاقات المشروع للمنفعة العامة للإسكندرية، ولم يحدث أي تقصير في الوصول لحل لهذه الإعاقة.