يحاول بعض المتطرفين والجماعات الإرهابية التي تستقطب الشباب لتنفيذ أعمال القتل الإجرامية ضد المخالفين لها في الرأى وفي العقيدة أن تروج لأفكارها الإجرامية عن نسب أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم ثم تفسيرها بشكل خاطئ يجعل الإسلام في حالة اشتباك وحرب دائمة مع غير المسلمين، وتزعم هذه الجماعات الإرهابية أن المسلمين مطالبين بأن يحاربوا العالم كله حتي يسلم أو يعطي الجزية بزعم الجهاد وذلك في تفسير شاذ للدين الإسلامي الذي يقوم على الرحمة والدعوة بالحسنى، مصداقا لقول الله تعالى في الآية 125 من سورة النحل : ادع إلىٰ سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ۖ وجادلهم بالتي هي أحسن ۚ إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله ۖ وهو أعلم بالمهتدين.
اقرأ ايضا : سنقرئك فلا تنسىٰ .. هل نسى النبي محمد شيئا من القرآن ؟أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ... هل المسلمين مطالبون بقتال العالم بلا نهاية ؟!
وتستند الجماعات الإرهابية والتكفيرية إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن محمد المسندي قال حدثنا أبو روح الحرمي بن عمارة قال حدثنا شعبة عن واقد بن محمد قال سمعت أبي يحدث عن ابن عمر ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله، ويأتي تفسير الجماعات الإرهابية لهذا الحديث مجتزأ عن السياق اللغوي للحديث الذي ذهب له جمهور الفقهاء ومنهم ابن تيمية نفسه الذي يعتبر الفقيه المعتمد عند معظم هذه الجماعات الإرهابية، وحيث يشرح ابن تيمية هذا الحديث بقوله في صفحة 354 من المجلد 28 من مصنفه مجموع الفتاوي : إن قول النبي صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ) مراده : قتال المحاربين الذين أذن الله في قتالهم ، لم يرد قتال المعاهدين الذين أمر الله بوفاء عهدهم ).