تُعد مقابر الكومنولث، إحدى الأماكن السياحية بمحافظة بورسعيد ضمن 2500 مقبرة موزعة على عدد من الدول، يأتي إليها السياح من كل دول العالم لزيارة أقاربهم الضحايا الذين توفوا في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وتم تخصيص لهذه المقابر هيئة تُشرف عليها على مستوى العالم.
تتميز هذه المقابر في بورسعيد، بموقعها القريب من ساحل شاطئ البحر الأبيض المتوسط، والعناية الجيدة، التى تحظى بها المقابر فلقد تم تخصيص عمال يباشرون أعمال النظافة والتشجير داخل المقابر والحفاظ على مابها من تماثيل ولوحات فريدة، فهناك علامات على الرخامة الخاصة بكل متوفي تدل على ديانته وجنسيته إذا كان مسلمًا أم مسيحيًا أو حتى يهوديًا .
وقال محمد كمال، باحث في التاريخ، إن هيئة الكومنولث غير ربحية، وأنشأت لضحايا الحربين العالميتين الأولى والثانية والبالغ عددهم نحو مليون 700 ألف رجل وإمرأة ينتمون لقوات الكومنولث، و2500 مقبرة، وكذلك إنشاء شواهد أضرحة لكثير من المقابر، ونصب تذكارية لوضع أسماء بعض الأشخاص المفقودين خلال هذه الحروب.
وأضاف "كمال"، أن الهيئة تُشرف على 23 ألف موقع لهذه المقابر، تنتشر فى 150 دولة في العالم، وتقوم الهيئة بالحفاظ عليها وصيانتها، كما أن أسماء جميع الجنود التى تحتويهم هذه المقابر موجودة بسجلات الهيئة .
وأوضح باحث التاريخ، أن هذه المقابر والمنتشرة في عدد من المحافظات المصرية، هبة من المصريين لهؤلاء الضحايا، فهناك 16 مقبرة من بينهم بورسعيد جميعها مكتوب عليها عبارة "إن أرض هذه المقبرة هبه من المصريين" .
وأكد "كمال"، أن أرض بورسعيد بها 1094 قبرا من مقابر الكومنولث، من بينها 983 من الحرب العالمية الأولى، وتضم رفات 457 بريطانيا، 65 استراليا، 11 نيوزلنديا، 8 هنود ، 3 هنود من غرب بريطانيا، 437 من الجنود الفرنسيين، وجندى صربى وآخر أمريكى، أما الحرب العالمية الثانية فبلغ عدد ضحاياها 111 من بينهم 101 بريطاني، كندي ، 3 إستراليين، 4 من جنوب أفريقيا، وواحد من شرق أفريقيا وآخر من غربها .
وناشد "كمال"، الجهات التنفيذية بالدولة المسئولة عن هذه المقابر بالتعاون والتنسيق مع هيئة الكومنولث، لتنظيم رحلات سياحية للمقابر بمحافظات مصر لاسيما بورسعيد، وذلك ترويجا للسياحة وجذب السياح من جميع الجنسيات على مستوى العالم .
وقال محمود هدية، من أبناء محافظة بورسعيد، إن مقابر الكومنولث هي قطعة من أوروبا لما فيها من نظافة ومناظر طبيعية رائعة رغم حزن وجود الموتى وضحايا الحرب العالمية الأولى والثانية.
وأشار "هدية"، إلى أنه منذ دخولك من الباب الرئيسي بشارع 23 يوليو والمواجه لنادي الشرطة ببورسعيد، تجد نفسك في مكان أثري جميل تم تصميمه بشكل هندسي رائع، فجميع النصب التذكارية للضحايا تم وضعها مرقمة بشكل سهل ومرتب.