جاء عرض سوق الأوراق المالية في هونج كونج بالإستحواذ على مجموعة بورصة الأوراق المالية في لندن بقيمة 31.6 مليار إسترليني (نحو 37 مليار دولار)، في إطار التوسع الأفقي للبورصات العالمية .
وقالت بورصة هونج كونج في بيان لها، إنهم يؤمنون بأن الاندماج المقترح مع بورصة لندن يمثل فرصة استراتيجية مقنعة للغاية من أجل خلق ريادة للبنية التحتية في السوق عالمي.
خبيرة سوق مال: قطاع السياحة كلمة السر في ارتفاع مؤشرات البورصات العربية
ويأتي عرض بورصة تداول الأسهم في هونج كونج بعدما أعلنت بورصة لندن خطة اندماج مع شركة البيانات "ريفينتف".
وأكد بيان بورصة هونج كونج أن العملية المقترحة يمكن تنفيذها فقط في حالة عدم إتمام استحواذ بورصة لندن على شركة "ريفينتف".
ولدى هونج كونج بالفعل قاعدة تداول في لندن حيث تمتلك بورصة لندن لتداول المعادن.
وتابع البيان: "نؤمن بأن بورصة لندن ونحن نكمل بعضنا البعض، وبهذه الصفقة نحن نتطلع للعمل مع السلطات ذات صلة بهدف توصيل مسار واضح حتى النهاية".
ومن جانبه قال خبير سوق المال، محمد عبد الهادي، أن بورصة هونج كونج هي تاني بورصة في آسيا بعد طوكيو وسادس بورصة في العالم وتسعى بورصة هونج كونج ودولة الصين عامة إلي الاستحواذات مع العالم ككل ومحاولة إعادة هيكلتها ولذلك فإن الشركات الصينية تغزو العالم ككل وهذا ما أقلق الدولة الألمانية، حيث استحوذت الشركات الصنية على ٣٤ شركة في ٢٠١٨ .
وأضاف خبير سوق المال، في تصريح خاص لـ"أهل مصر" وتقوم حاليا بعمليات استحواذات عالية في جميع العالم وليس المنتج الصيني فقط ولكن ليس غريب أن تقوم بالاستحواذ علي البورصة العالمية وهي بورصة لندن لما تحتويها من تجمع جميع الشركات العالمية بها، مشيرا إلى أنه في مصر مقيد بها ٨ شركات والتي تعرف هذه الأسهم بي GDR أي أن بورصة لندن من البورصات الجاذبة لأي استثمار بجانب أنها تحتوي علي عدة أقسام فقد قامت من قبل سنة ٢٠١٢ بورصة هونج كونج بطلب بالاستحواذ علي بورصة المعادن بلندن أي أن من مخطط بورصة هونج كونج بالاستحواذ علي بورصة لندن لما تحتويها من قطاعات تعطي أرباح أكثر وخطط استراتيجية مستقبلية عالية .
وتشكل التحالفات التي تبنيها البورصات ركنا وركيزة أساسية للتوسع الأفقي البورصات ويضيف المزيد من المزايا المستثمرين ولهذا تسعي إلي ارتفاع التعاملات وزيادة أحجام التداولات وزيادة قاعدة المستثمرين وهذا ما تفعله الصين في كل شيء بطريقة الاستحواذات السيطرة والهيمنة على العالم ككل .
وقال محمد أنيس، الخبير المالى، أن البورصات هى سوق يباع ويشترى فيها الأسهم والسندات والأصول المالية الأخرى، لذلك يطلق عليها أسواق المال، فى دولنا العربية الناشئة باستثناء الإمارات تكون البورصة عبارة عن هيئة حكومية مقيدة بالبيروقراطية والفكر الحكومي وغير هادفة للربح، لكن فى الدول المتقدمة تطورت تلك الأفكار القديمة فأصبحت البورصة فى حد ذاتها شركة هادفة للربح، تربح وتستفيد من أنشطة البيع والشراء التي يقوم بها العملاء على أسهم وسندات الشركات الأخرى .
وإذا نظرنا إلى البورصات العالمية نجد أن أكبرها وأهمها على الإطلاق بورصة نيويورك بأمريكا كأكبر مركز مالى عالمى، يليها في الأهمية والحجم بورصة لندن البريطانية ، لذلك فإن العرض المفاجئ الذى تقدمت به شركة بورصة هونج كونج الصينية بشراء شركة بورصة لندن بقيمة 37 مليار دولار والإندماج معها يحمل الكثير من الدلالات ، أهمها والذى لا يمكن أن يغفل عنه أحد إذا افترضنا أن الصفقة ستنفذ، أن الصين وعبر شركة صينية ستكون متحكمة فى ثانى أهم مركز مالي على مستوى العالم .
وتابع الخبير المالي، في تصريح خاص لـ"أهل مصر" كما أن توقيت عرض الشراء يعتبر حسن استغلال لظروف بريطانيا الحالية، حيث أن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبى من المتوقع أن يؤثر بالسلب على القطاع المالي البريطاني وبورصة لندن.
يضاف لذلك أن تلك الخطوة تعتبر هروبا للأمام من قبل الصين جراء ضغوط الحرب التجارية التى يشنها عليها الرئيس الأمريكى ترامب ، لكن فى النهاية حتى وإن زادت قيمة العرض فمن المستبعد القبول بتنفيذ تلك الصفقة ، فالنظر لها بعين الشك والريبة للأسباب سالفة الذكر يقلل كثيرا من فرص نجاحها.