مع بداية العام الدراسي، يعيش طلاب جامعة طنطا أزمة العثور على سكن قريب من الجامعة، بسعر مناسب، بعيدا عن استغلال أصحاب الشقق وجشع السماسرة.
وقالت منار غازي، طالبة بكلية الآداب، إنها عانت الأمرين أثناء بحثها عن سكن مناسب فى العام الدراسى الماضى، بعدما رفضت المدن الجامعية بطنطا قبول أوراقها على الرغم من أن مجموعها تجاوز الحد الأدنى للقبول بالمدينة الجامعية، بحجة أن العدد اكتمل فى المدن الثلاث التابعة لجامعة طنطا، ولأنها من محافظة السويس كان الأفضل لها إيجاد سكن بجوار الجامعة، وهو ما حققته بالفعل؛ فأثناء التقديم التقت مع زميلتين كانت ظروفهما متشابه، وذهبوا إلى سماسرة السكن الجامعي المتمركزين في منطقة البحر بجوار كلية التربية.
وتابعت غازي، «فى بداية الأمر قابلنا سمسارا بمنطقة البحر، وعرض علينا شقه بجوار مركز المعلومات الملاصق للجامعة، وعند سماع سعر الإيجار صعقنا حيث طلب 3000 جنيه، وشهر تأمين وعمولة، إلى جانب دفع إيجار الشقة لعام دراسي كامل، فطلبنا سكنا أقل تكلفة، حتى وصلنا لشقة من غرفتين وصالة، وكان إيجارها 1500 جنيه، تشبه «عشة الفراخ»، وكنا مضطرين للقبول بها والسكن فيها، وعلمنا فيما بعد أن الإيجار 1000 جنيه فقط والباقى يستفيد به السمسار نظير تواجدنا وجلب الطلاب للسكن في الشقق المجاورة للجامعة».
وأوضح ناجي صليب، أحد سماسرة العقارات فى مدينة طنطا: كثيراً ما يأتى طلاب الجامعة وخاصة أبناء الصعيد، باحثين عن غرف أو شقق سكنية لتأجيرها خلال العام الدراسى، ويختار معظمهم مناطق قريبة من الجامعة، مثل: شارع سعيد بجوار كلية التربية، ومجمع الطب بكفر عصام بقرية سبرباى بجوار مجمع كلية الآداب، ليبدأ أصحاب العقارات فى رفع أسعار الإيجارات دون رأفة بالطلاب، وكما يقولون "المضطر يركب الصعب"، والطلاب مجبرين على الدفع، كما أن المدن الجامعية فى بعض الأحيان تتأخر أسبوع أو اتنين فى فتح أبوابها للطلاب؛ فيضطر الشباب لاستئجار غرفة لحين فتح المدينة، وهو ما يجعلهم عرضة للاستغلال، ويجد صاحب العقار هذا الأمر فرصة ويعتبره موسم كموسم المصايف، لأنه بعد انتهاء العام الجامعي تركد هذه التجارة المربحة.
وأضاف صليب: نضطر في بعض الأحيان لترك عمولتنا رأفة بحال الطلاب، والذين قد تظهر عليهم علامات البساطة، وكنوع من المشاركة لأولياء الأمور، وذلك لأن لديّ أولاد فى مراحل مختلفة من التعليم، وأعلم جيدًا مدى عجز الكثيرين من أولياء الأمور فى سد احتياجات أولادهم.
من جانبها أعلنت جامعة طنطا، شروط قبول التحاق الطلاب بالمدن الجامعية للطلاب الجدد بمنطقة سيجر سبرباى والحكمة، للسكن العادي والمميز، حيث يدفع الطالب فى السكن العادى 300 جنيهًا، أما المميز فيدفع 575 جنيهًا.
وقال أسامة السنوسي، مدير عام المدن الجامعية بالجامعة، إن على الطالب الراغب فى الالتحاق بالمدن الجامعية، التقديم عن طريق بوابة الحكومة الالكترونية موقع نظام الزهراء من خلال ذلك الموقع الموجود على صفحة المدن الجامعية بجامعة طنطا، وسحب ملف التقدم للمدن من مقر مكتب التنسيق، ولا يقبل أى ملف مستوفى بياناته إلا بعد استيفاء طلب الالتحاق على الإنترنت وإحضار ما يثبت ذلك مطبوعاً، ويجب أن يكون الطالب مقيدًا كمنتظم بإحدى كليات الجامعة فى أقسام الليسانس أو البكالوريوس وألا يكون الطالب من سكان مدينة طنطا أو المراكز القريبة منها، وألا يكون تم إخلائه بالمدينة الجامعية فى العام السابق إخلاء إداري (خاص بالطلاب القدامى)، وألا يكون من سكان مدينة طنطا أو المراكز القريبة منها على حسب سهولة المواصلات منها وإليها، وأن يكون حاصلًا على تقدير عام جيد على الأقل، وأولوية القبول للتقدير الأعلى، وبالنسبة للحالات الاجتماعية يقتصر على فاقد عائل الأسرة بصورة من شهادة الوفاة مع الإطلاع على الأصل، وألا يكون قد صدر ضد الطالب عقوبة تأديبية من الجامعة فى العام السابق.
وأوضح السنوسي، أن هناك استثناءات للسكن بالمدينة الجامعية وتقتصر على ذوي الاحتياجات الخاصة، والطلاب المكفوفين، ومركز المكفوفين، والأخيرة يجب أن تعتمد من مركز المكفوفين بكلية الآداب بسبرباى؛ مشيرًا إلى أنه يتم الكشف الطبي على الطلاب (قدامى ومستجدين) بمعرفة اللجنة الطبية بالإدارة الطبية بسبرباى، كما تقدم الطلبات شخصيًا بمقر المكتب، ولا يلتفت للطلبات التى ترد بعد الميعاد، وثمن بيع المظروف فى مواعيد مكتب التنسيق 100 جنيه، وبعد الميعاد 150 جنيهًا.