على الرغم من أنه ليس بعد رهبة الموت وقدسيته رهبة، فإن هناك من تجردوا من كل ما هو إنساني فلم يرهبهم أي شيء، فعبثوا بالجثث التي كانت تسير على الأرض منذ سنين أو أشهر أو أيام، واستخدموا المقابر، دون حرمة، في السحر والشعوذة، ليكون المشعوذون والدجالون أصحاب الكلمة العليا فيها، لتتحول المقابر إلى مرتع للإيذاء بدل العظة، وعلى رأس تلك المقابر "سيدي خلف والششتاوي"، وأشدها وطأة المقابر الجديدة على الطريق الدائري لمحافظة الغربية"، لبعدها عن العمار، فبعد انتشار حملات تطهير المقابر تحت عنوان "هنطهر مقابرنا بأيدينا"، تجمع عدد من شباب المدن والقرى، وبدأوا بأنفسهم بصحبة بعض الدفانين والمشايخ خشية تدنيس القبور.
يقول "أحمد عادل" أحد أبناء منطقة الششتاوى: بدأنا في تطهير مقابرنا بعدما انتشرت القمامة وأغلقت أبواب المقابر، حتى أن أحد "العربجية" اتخذ الشارع كإسطبل للأحصنة، وهو ما أثار غضبنا، إلا أن ما صعقنا هو ما وجدناه في الداخل، حيث وجدنا عظام حيوانات وآدميين محترقة، وكتابات وطلاسم بلون الدم، ملقاة هنا وهناك وعلى أعتاب القبور.
وأضاف "عادل" من أكثر المشاهد التي دبت الرعب في قلبي، كفن صغير به "سقط طفل، وجزء من الخلاص والحبل السرى"، ربط عليه خيوط وشعر وصورة لفتاة شابة معلق خلف شاهد قبر قديم، كتب عليها بضع كلمات أكثرها وضوح موت وخراب، أما الأكثر غرابة شجرة معلق عليها قطع ورقية وخصلات شعر تتطاير في الهواء، حتى أننا وجدنا قطع من القماش ملطخة بالدماء معقودة على فروع تلك الشجرة من الداخل.
اقرأ أيضا.. استئصال ورم برقبة فتاة بعد أربع ساعات في العمليات بمستشفي طنطا
وتابع "يوسف عزيز" أحد المشاركين في الحملة: أن ما ادهشنا كثيراً حينما وجدنا بعض الصور لأشخاص نعرفهم جيداً في تلك المنطقة، وهو ما جعلنا عاجزين عن فعل أي شئ، حتى أن الكثير منا لم يعرف ماذا سنفعل بتلك الأشياء هل سنحرقها أم نتلفها، وخشينا تركها في يد أي شخص من المجموعة يصيبه أي أذى فأعلن على الفيس بوك عن الأشخاص الذين ذكروا أو وجدنا صورهم للتصرف في تلك الأشياء.