مأساة إنسانية يعيشها معلموا جنوب محافظة بورسعيد، أثناء ذهابهم إلى مدارسهم بواسطة طرق غير ممهدة تمثل خطورة على حياتهم، مما جعلهم يصفون وقت الذهاب والإياب للمدرسة بـ"رحلة المعاناة اليومية"، هذا بالإضافة إلى صعوبة توفير سيارات تنقلهم من داخل المحافظة إلى هذه المدارس بالجنوب والشرق والغرب، لاسيما قرى الجنوب التي بها طرق خطيرة مما يضطر الكثير من المعلمين إلى استقلال "مركب" للوصول إلى هذه المدارس.
وعلى عكس المعتاد من معاناة طلبة وطالبات المدارس أثناء الذهاب إلى مدارسهم بواسطة طرق تمثل خطورة داهمة عليهم، يعاني معلمي بورسعيد في بعض مناطق حي الجنوب وخاصة بمدارس ابن سلام ووادي النيل وجزيرة العرب والحجايزة وكوربة عايد والشيماء، من صعوبات كثيرة أثناء ذهابهم وعودتهم من وإلى المدارس.
وقبيل انطلاق العام الدراسي الجديد 2019/ 2020، اتخذت محافظة بورسعيد بعض الإحتياطات عقب استغاثات عديدة من الأهالي بوضع مطبات في شارع محمد علي، وهو أكثر شوارع المحافظة خطورة، نظرًا لوقوع الكثير من الحوادث على قارعته خلال الشهر الماضي، وكان أغلبها نتيجة السرعة الزائدة للسائقين، لذلك تم وضع مطب اصطناعي أمام مدرسة التيمورية، وآخر أمام المدرسة الدولية، إضافة إلى مطب ثالث بالمنطقة الحرة للاستثمار والتي تشهد توافد الآلاف العمال يوميا على المصانع بها.
وفي منطقة الجزر والمراحات، يعاني المعلمين كثيرًا من المتاعب، حيث تبدأ رحلة الغالبية منهم بمنزله داخل المدينة الذي يبعد حوالي 30 كيلومتر بطرق غير ممهدة كي يصلوا إلى مدارس ابن سلام، ووادي النيل، وجزيرة العرب، ومن بين الطرق الأشد خطورة لاسيما في فصل الشتاء، طريق مدارس الحجايزة والشيماء وكوربة عايد، والذي يبعد حوالي ٥ كيلو متر بمدق ترابي يحيط به من الجانبين مياه، ولا يكفي إلا لمرور سيارة واحدة.