نانسي بيلوسي.. كيف هزت "سيدة عجوز" عرش زعيم أقوى دولة في العالم؟

نانسي بيلوسي، تلك المرأة الحديدية التي هزت عرش الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونغصت عليه حياته وأصبحت شوكة في حلقه لا يكاد يتخلص منها؛ ففور توليها رئاسة مجلس النواب الأمريكي في 3 يناير الماضي، وهي لا تفوت فرصة لتوجيه النقد الحاد له بل والتحرك الفعلي لعزله.

تولت "بيلوسي" رئاسة مجلس النواب مرتين، وخدمت في المنصب من عام 2007 إلى عام 2011. وهي الآن في فترتها السابعة عشرة كعضو في المجلس. وعملت أيضاً رئيسة للأقلية الديمقراطية في مجلس النواب مرتين، الأولى من 2003 إلى 2007 ثم من عام 2011 إلى عام 2019. وهي زعيمة الديمقراطيين بمجلس النواب الأمريكي، وممثلة لولاية كاليفورنيا بالمجلس منذ عام 1987.

عزل ترامب

الجدة "بيلوسي" التي لا تفتأ تنهال على الرئيس الأمريكي بضرباتها، كانت آخر مساعيها لعزله ما أعلنت عنه، الثلاثاء الماضي، من أن مجلس النواب سيبدأ بالنظر في مسألة "ترامب" على خلفية معلومات حول ضغطه على أوكرانيا لمصلحته السياسية.

وقالت بيلوسي في كلمة لها، إن مجلس النواب سيدرس ما إذا طلب "ترامب" مساعدة أوكرانيا لتشويه سمعة المرشح الديمقراطي المحتمل للانتخابات الرئاسية عام 2020، جو بايدن، مؤكدةً أنه "يجب محاسبة الرئيس، ولا يوجد أحد فوق القانون".

وذلك على خلفية اتهامات يواجهها الرئيس الأمريكي بشأن تأجيل تقديم حزمة مساعدات لأوكرانيا بحجم نحو 400 مليون دولار للضغط على الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، لتفتح السلطات الأوكرانية تحقيقا مع نجل "جو بايدن". تلك الاتهامات التي لم يقف الرئيس الأمريكي مكتوف الأيدي حيالها، بل قابلها باتهام الديمقراطيين بأنهم يسعون لـ"تقسيم" البلاد من خلال عزله عن منصب الرئاسة.

الجدار الحدودي.. وبداية القصة

لم تكن هذه هي بداية مناوشات "بيلوسي" مع ترامب؛ فلقد بدأت منذ إعلان "ترامب" ما يسمى بـ"الإغلاق الحكومي"، نهاية العام الماضي ومطلع العام الجاري، لتأمين تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك، ففور توليها رئاسة مجلس النواب الأمريكي، تعهدت "بيلوسي"، في أول خطاب لها، بالعملِ على إنهاء هذا الإغلاق، الذي قالت إنه "ارتهان للأمريكيين"

ملف الهجرة واللاجئين

وواصلت "بيلوسي" حربها مع "ترامب"، ولعل أهم أوجه نقدها لسياسة الرئيس الأمريكي، كانت قانون الهجرة واللاجئين، خاصة فيما يتعلق بالوضع على الحدود مع الجارة الجنوبية المكسيك، حيث قالت "بيلوسي" إن "الحقيقة هي أن النساء والأطفال على الحدود لا يشكلون خطرا على الأمن، بل يشكلون تحديا إنسانيا، وهو تحد فاقمته سياسات الرئيس القاسية وغير المثمرة".

ودعت ترامب للتخلي عن سياسته القاسية في مجال الهجرة، والعمل بالتعاون مع الديمقراطيين على إدخال "إصلاح فعال" بهذا الخصوص. وأضافت بيلوسي في بيان نشر على موقعها الرسمي: أنه "يجب على الرئيس التخلي عن السياسة القاسية وغير الفعالة والتمييزية والعمل بالتعاون مع الديمقراطيين من أجل دعم الإصلاح المعقول والفعال في مجال الهجرة والذي يحترم قيمنا ويحافظ على وحدة الأسرة وأمنها". وذلك على خلفية عزم الرئيس الأمريكي إجلاء الملايين من المهاجرين المتواجدين في الأراضي الأمريكية بشكل غير شرعي.

اقرأ أيضاً: كل ما تريد معرفته عن عزل ترامب .. موقف الشعب الأمريكي وأهم الإجراءات المتوقعة

لم تقتصر السيدة العجوز، التي شارفت على عامها الثمانين، في تنغيصها لـ"ترامب" على سياساته الداخلية، بل تعدت ذلك إلى توجيه سهامها القاتلة إلى الوجود الأمريكي في أفغانستان، حيث اتهمت الرئيس الأمريكي في هذا الخصوص "بتعريض القوات الأمريكية والمدنيين العاملين في أفغانستان للخطر".

اقرأ أيضاً: استمرار ترامب بالبيت الابيض متعلق على 100عضو.. نانسي بيلوسي تبدأ فى إجراءات الاطاحة بالرئيس الأمريكي

تحقيق "مولر"

كانت شرارة عزل الرئيس الأمريكي انطلقت فور البدء في التحقيق بشأن مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، وقالت رئيسة مجلس النواب: "إن الرئيسَ متورط في عرقلة العدالة والتستر، مؤكدة أن ذلك يشكل جريمة يمكن أن تؤدي إلى عزله". تلك الاتهامات التي رفضها ترامب مؤكدًا أن تحقيقَ المدعي الخاص روبرت مولر بشأن التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية برأه من الاتهامات.

اقرأ أيضاً: أول تعليق من رئيسة مجلس النواب الأمريكي بعد نشر مكالمة ترامب مع "زيلينسكي"

لا أريد إقالته.. بل سجنه

ذهبت المرأة الحديدية العجوز في معركتها مع ترامب إلى ما هو أبعد من ذلك؛ حين أكدت أنها تفضل الحكم بسجن الرئيس ترامب بدلا من عزله؛ وقالت: "لا أريد لترامب الإقالة، بل أريد أن أراه في السجن".

اقرأ أيضاً: عزل ترامب.. "بيلوسي" تتهم البيت الأبيض بالتستر على المكالمة المثيرة للجدل

و"بيلوسي" من مواليد مدينة بالتيمور الأمريكية لعائلة كبيرة إيطالية-أمريكية تنتمي إلى الكنيسة الكاثوليكية. انتخبت رئيسة لمجلس النواب بأغلبية 223 صوتاً وهي غالبية أصوات أعضاء مجلس النواب المؤلف من 435 عضو. وهي واحدة من بين 126 عضو ديمقراطي في مجلس النواب صوتوا ضد استخدام القوة في العراق في عام 2002، بالرغم من أنها عادت وصوتت لصالح تمويل الحرب بعد أن بدأت العمليات ودخلت القوات الأمريكية إلى العراق.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً