ينشغل الشارع الأمريكي والقوى السياسية في العالم، بالأزمة المثارة في أروقة البيت الأبيض والتي تهدد بعزل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، وبدأت تلك المناوشات بعد تقديم "نانسي بيلوسي" مذكرة للكونجرس الأمريكي تفيد بمساعي "ترامب" تشويه سمعة المرشح الديمقراطي المحتمل للانتخابات الرئاسية عام 2020 "جو بايدن" من خلال تأجيل تقديم حزمة مساعدات لأوكرانيا بنحو 400 مليون دولار للضغط على الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، لتفتح السلطات الأوكرانية تحقيقا مع نجل "جو بايدن".
ويذكر أن محاولات الكونجرس لعزل ترامب لم تكن الأولى حيث تقدم عضو الكونجرس الأميركي آل غرين في 2017، إلى الكونجرس، بـ"طلب لعزل رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب، لعرقلته سير العدالة، بإقالته رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، الذي كان يجري تحقيقاً في اتصالات مزعومة بين حملة ترامب وروسيا خلال الإنتخابات الأميركية في عام 2016.
اقرأ أيضاً.. نانسي بيلوسي.. كيف هزت "سيدة عجوز" عرش زعيم أقوى دولة في العالم؟
ماذا يقول الدستور الأمريكي بشأن قرار العزل؟
نظم الدستور الأمريكي أمر العزل، حيث نص في مادته الثانية، بأن يعزل رئيس الجمهورية في حال تمت إدانته بجرائم الخيانة أو الرشوة أو أية جرائم أو جنح أخرى خطيرة، بشرط أن توجه الاتهامات له عن طريق الكونجرس الأمريكي، والذي يمثل السلطة التشريعية، وهي نفس الشروط التي تسري على جميع الموظفين في أمريكا في حالة العزل.
المادة الثانية من الدستور الأمريكي أيضًا أوضحت أنه حال عزل الرئيس أو خلو منصبه لأي سبب من الأسباب، يتولى نائبه الرئاسة، فإن لم يكن موجودًا بسبب عزله هو الآخر أو غير ذلك، فعلى الكونجرس الأمريكي أن يختار مسؤولًا يتولى منصب الرئيس ويستمر في منصبه حتى تزول أسباب عدم قدرة الرئيس ونائبه عن القيام بمهام عملهم، أو أن يتم انتخاب رئيس جديد.
وبموجب التعديل الـ 25 للدستور الأميركي ينص على استبدال الرئيس في حال عدم أهليته،وقالت الصحيفة إن التعديل الـ 25، والذي صدر في عام 1967، تم استخدامه في عام 1973 بعد عام من استقالة الرئيس نيكسون تحت التهديد بعزله على خلفية فضيحة ووترغيت،و حينها أصبح جيرالد فورد رئيسا للولايات المتحدة، وفورد لم ينتخب لهذا المنصب بواسطة التصويت العام لا كرئيس ولا كنائب للرئيس، لهذا يوجد خيارات مختلفة يمكن اللجوء إليها لتغيير السلطة في البيت الأبيض.
اقرأ أيضاً.. استقالة المبعوث الأمريكي إلى أوكرانيا بعد فضيحة مكالمة ترامب
كيف بدأت أزمة عزل ترامب؟
ظهرت صباح اليوم نسخة أصدرها البيت الأبيض تفيد أن الرئيس دونالد ترامب ضغط بالفعل على زعيم أوكرانيا "للنظر" في المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن، وكانت تلك المكالمة في 25 يوليو الماضي، وهي التي يركز عليها اعضاء الكونجرس الديمقراطيين في شكواهم المقدمة ضد "ترامب".
وجاءت المكالمة كالآتي:" حث ترامب مرارًا وتكرارًا فولوديمير زيلينسكي ، الرئيس الجديد للدولة الواقعة في أوروبا الشرقية "اوكرانيا" ، على العمل مع المدعي العام الأمريكي ويليام بار ورودي جولياني ، المحامي الشخصي لترامب، ثم طلب منه صراحة "أود أن تفعل لنا معروفًا إذا كان هناك خيط وان كان رفيع لجو بايدن يمكن أن نستخدمه يجب أن تفعل هذا من أجلنا".
ماذا وراء نانسي بيلوسي؟
قال موقع "كلاريون بروجكت" الأمريكي أن نانسي بيلوسي بتاريخها المشرف بشأن رئاستها لحزب كالفورنيا وريادتها للأحزاب الديمقراطية إلا أن في وقت ما تتصالح المصالح وعقب فشل الاخوان مراراً وتكراراً في إثارة الرأي العام على ترامب الذي يقف ضد مصالحهم مع تركيا وقطر لم يلبثوا أن يصطادوا له الكلمات وينصبوا له المكائد وكانت آخر تلك المكائد هي محادثته من الرئيس الأوكراني، وتم الاتفاق مع "بيلوسي" مقابل منصب أكبر في الكونجرس، وجاءت تلك المقابلة السرية خلال مؤتمر تنظمه جمعية تربطها علاقات بجماعة الإخوان الإرهابية.