"خرج جنودنا حاملين الجنود الإسرائيلين بين أيديهم زي ما يكون ماسكين في أيديهم قطط " بتلك المقولة استهل أحد أبطال وجنود المدرعات كلماته وذكرياته حول حرب أكتوبر خلال الذكرى الـ46، ذكري بناء التاريخ في الماضي واسترجاعه لدي ذاكرة الأحفاد.
يقول جمال الدين غندور صديق، أحد ابطال حرب السادس من أكتوبر، لـ"أهل مصر": "كنت جندي مقاتل في سلاح المدرعات أكرمني المولى عز وجل بالمشاركة في حرب السادس من أكتوبر وفى الإعداد لهذه الحرب لكوني التحقت بالجيش قبل الحرب بثلاث سنوات ضمن طاقم المدرعات الدبابات البرمائية أعانتنا كثيرا في عملية العبور خلال حرب السادس من أكتوبر، لافتًا إلى أننا كنا نتواجد خلف ساتر ترابي بالإسماعيلية على شط القناة 6.
واستكمل: "وصلت إلينا تعليمات العبور ووصلنا القناة بداياتنا وصيحاتنا الله أكبر الله أكبر ونزلنا المياه وبرفقتنا طاقم من المشاه ميكانيكي بقيادة العقيد صفي الدين أبو شناف ابن محافظة المنيا، وعبر من نمرة 6 بالإسماعيلية ودخلنا القناة وتخطينا جميع الحواجز وخط بارليف، لافتًا إلى أننا قمنا بأسر مجموعة كبيرة من جنود العدو خلال عبورنا، موضحًا أنه لم يكن هناك أي استعدادات للقتال من قبل العدو لكنهم فوجئوا بتواجدنا فلم يوجد أي نوع من أنواع المواجهة فقد وجدنا بعضهم بملابسهم الداخلية".
وأضاف، بطل حرب أكتوبر، لم نشعر خلال الحرب أننا أمام جيش نحاربه فقد عبرنا حتى 35 كيلو، مشيرًا إلى أنه من أصعب المواقف نقاط الاستعداد لكن بعد ذلك خرج جنودنا حاملين الجنود الإسرائيليين بين أيديهم زي ما يكون ماسكين في أيديهم قطط وبيرطنوا ومن ثم نقوم بوضعهم في السيارات كأسرى ونجحنا في تحقيق النصر.
وأفاد : "أسرتي أقامت لي سرادق عزاء واعتبرتني من بين المفقودين خلال حرب 6 أكتوبر بعد أن انقطعت أخباري على مدار 8 أيام خلال أيام الحرب، حيث أن الأسرة لم تجد أي معلومات عني هل استشهدت أم مصاب بإحدى المستشفيات أم وضعت كأسير، موضحًا "نقلت إلي إحدى المستشفيات نظرا لإصابتي في ذراعي بطلق ناري في منتصف الساعد الأيمن وعدد الشظايا في بطني، وأجريت أكثر من خطوة للتواصل مع أسرتي بفعل عاطفتي ومحبتي ولكوني متعب نفسيا ومستلقي على أحد الأسرة مصاب داخل إحدى المستشفيات، واستعنت بإحدى الممرضات بالمستشفى بعد أن شعرت بحالتي النفسية المدمرة وقدمت لها رقم هاتف الأسرة والعنوان كي تتواصل معهم، ووسط زيارات الفنانين والممثلين قامت بزيارتنا الفنانة سعاد حسني وحينما سألتني أتريد شيئ أخبرتها بأنني أريد التواصل مع أسرتي وبكيت فأخبرتني أنني لا أعلم أين تقع المنيا ولم أذهب إليها من قبل وحصلت على رقم الهاتف في محاولة منها للتواصل ، ثم حاولت مجددا بالتواصل مع أحد أفراد الشرطة العسكرية فعرضت أزمة تواصلي مع أسرتي أطلعته على عنوان شقيقي بالقاهرة فقام علي الفور بإبلاغ شقيقي بمكان تواجدي داخل المستشفى ومن ثم هرع أخي مسرعا لزيارتي".
وأردف، "لم تصدق والدتي أنني مازلت على قيد الحياة حتى وعدها شقيقي بإلتقاط صورة بإحدي الكاميرات يجمعنا سويا كي يعيد لها الأمل من جديد، لافتًا إلى أنه من أكثر المواقف التي أثرت في هي وفاة صديقي صلاح من القاهرة كان يرافقني دوما وخلال الهجمات أصيب صديقي بتفريغ الهواء وصممت على حمله بعد إصابته ووضعت جثمانه إلي جواري داخل الدبابة حيث طالبني باقي الأصدقاء بتركه بعد أن أغرقت دماءه ملابسي والدبابة وحينما علمت والدته بإصابتي جاءت لزيارتي داخل المستشفى لتطمئن علي صديق نجلها صلاح باعتباري صديق الصعيدي الذي اعتاد على التنقل معي القت والدته على أعتاب قلبي كلمات ترثي بها نجلها الذي أفدي بدمائه الوطن وتروي لي قصصنا سويا في رحلاتنا في الإجازات من وإلى الصعيد.