قال عمدة مدينة باڤوس القبرصية فيدون فيدونوس، "إننا في الإسكندرية هذه المدينة التاريخية العظيمة، المدينة الأخت لمدينة باڤوس كحماة للتاريخ الذي يرشدنا ويشهد علينا، إذ أننا نتقفى أثر العلاقة التي منحنا إياها القدر لنا وشكلتها الجغرافيا والحضارة والتجارة وبالتأكيد البحر المتوسط المشترك بيننا".
وأكد عمدة مدينة باڤوس القبرصية، خلال الحفلة الموسيقية التي أقامتها محافظة الإسكندرية برئاسة الدكتور عبد العزيز قنصوة، بدار الأوبرا "مسرح سيد درويش"، للترحيب بوفد مدينة باڤوس القادم على أول رحلة بحرية إلى ميناء الإسكندرية، "إننا في مدينة تتسم بالثراء الثقافي والجغرافي، فالإسكندرية ترتبط بالحضارة والروح اليونانية ليست كمثل أي مدينة في الشرق القريب أو شمال أفريقيا، وهي مدينة تحمل إرثًا وتراثًا ثقافيًا عريقًا، ولها دور هام كونها مركزًا ثقافيًا وافتصاديًا".
وأوضح أن مدينة باڤوس، تركت بصمتها الحضارية القبرصية المعروفة على نطاق جغرافي أوسع، فموقعها المتميز في تلك المسيرة جعلها تحظى بعلاقات وطيدة مع مملكة البطالمة فصارت المدينة مركز الحكم في قبرص، الأمر الذي منح المدينة ازدهارًا وقوة، لافتا إلى أن الإسكندرية كانت ولا تزال الميناء الأكبر عبر التاريخ، كما أن باڤوس وإن كانت ميناءً أصغر في العصر الهلينستي والروماني على قدر كبير من الأهمية أيضًا، وهذا ما جعل العلاقات التجارية والحضارية تزدهر بين المدينتين.
وأشار إلى أن الحضور اليوناني في مصر وبالأخص في الإسكندرية وتواجد البطريريكية اليونانية الأرثوذكسية لم يغب عن القرون التالية، مرورًا بفترات ازدهار واضمحلال، إذ أن تاريخ اليونانيين في مصر له أهمية قصوى وخاصة في العصر الحديث، والذي بدأ في أوائل القرن الثامن عشر، ونجد أن إبان فترة ازدهار "1882 – 1918"، الجالية اليونانية بالإسكندرية شهدت فترة تعد الأكثر ازدهارًا في تاريخها بفضل نشاط رؤسائها الكبار، يورغيوس أفيروف إيمانويل بيناكي، وبالتأكيد أهم شخصية ثقافية في الجالية اليونانية في مصر آنذاك كان الشاعر الكبير قسطنطين كفافيس الذي ولد في 1863 في الإسكندرية وغادر الحياة في نفس المدينة في عام 1933.
وأضاف عمدة مدينة باڤوس، أننا كوننا نحمل هذا الإرث التاريخي يجعلنا مدينتين ومجبرين أن نشكل رؤية قوية ومشتركة للشعوب التي تعيش في هذه المنطقة الواقعة على البحر المتوسط، مصريين ويونانيين ولبنانيين وقبارصة وأردنيين وفلسطينين وسوريين، وهي رؤية للسلام وللتقدم، ومن خلالها يمكننا أن ننشر في أرجاء العالم المبادئ والمثل العليا المؤسسة لحضارتنا تلك المبادئ والمثل التي تعد المصدر الأساسي لإلهام العالم الحديث، في عصر بات فيه اقتران رفعة الروح والعقل والإنسانية بالتطور التكنولوجي والاقتصادي حاجة ملحة.