في مسيرة العلاقات بين مصر وروسيا، وفي ظل التعاون المشترك على الصعيدين الثنائي والإقليمي، سواء فيما يتعلق بقضايا منطقة الشرق الأوسط الساخنة، أو التعاون الروسي مع القارة الأفريقية، فإن الزيارة المقرر أن يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى روسيا سيكون لها أهمية كبيرة قد تفتح آفاقًا جديدة.
ويُعد هذا هو اللقاء رقم "12" بين الرئيس السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال هذه الفترة، فكان آخر لقاءين بين الرئيسين خلال العام الحالي 2019، في العاصمة الصينية بكين في شهر أبريل الماضي.
لكن ماذا يحمل اللقاء بين الزعيمين هذه المرة؟
الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، سيناقشان في قمة "سوتشي" الروسية الأفريقية المقرر انعقادها يومي 23 و24 أكتوبر، عددا من الملفات أبرزها:
إعادة الروابط الجوية بين منتجعات شرم الشيخ والغردقة والمطارات الروسية، وقد لاحظت البعثة الدبلوماسية الروسية أنها متفائلة للغاية بشأن المفاوضات بين الزعيمين، وأن هناك أملًا كبيرًا في استئناف الرحلات الجوية بعد اجتماعهما، وفقًا لما ذكرته صحيفة "لافيستيا" الروسية.
ووفقًا للصحيفة، فقد صرّح نائب رئيس الاتحاد الروسي لصناعة السفر، يوري بارزيكين، أنه بمجرد اتخاذ القرار على المستوى الأعلى، لن يستغرق الأمر سوى شهر تقريبًا لاستعادة الخطوط الجوية بالكامل من المدن الروسية.
وسيجري في سوتشي على هامش قمة «روسيا – أفريقيا»، المنتدى الاقتصادي «روسيا – أفريقيا»، حيث يشارك في المنتدى رؤساء الدول الأفريقية، وممثلو الشركات التجارية الروسية والأفريقية والدولية ومؤسسات القطاع العام، وكذلك ممثلو الاتحادات التكاملية للقارة الأفريقية.
ويتحدث الرئيسان السيسي وبوتين في الجلسة العامة للمنتدى الاقتصادي الروسي الأفريقي عن إمكانات التعاون، وسيشرف على الحدث الرئيسي للمنتدى الروسي الأفريقي إيرينا أبراموفا، مديرة معهد الدراسات الأفريقية في أكاديمية العلوم الروسية.
وسيصبح إجراء المنتدى خطوة استراتيجية مهمة على طريق توفير ظروف ملائمة لتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين روسيا الاتحادية والبلدان الأفريقية، كما سيتيح المنتدى فرصة ملائمة لتنويع أشكال واتجاهات التعاون الروسي الأفريقي، ومن المتوقع أن يسفر المنتدى عن توقيع مجموعة مهمة من الاتفاقات في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، كما سيتم عقد أكثر من 30 حدثًا تجاريًا على هامش المنتدى الاقتصادي بين روسيا وأفريقيا.
ويقام في إطار المنتدى معرض للشركاء ومعروضاتهم، حيث إن معرض المنتدى الاقتصادي "روسيا- أفريقيا" هو ساحة رئيسية لعرض ما حققته البلدان المشاركة من المنجزات وعرض لقدراتها الاقتصادية والعلمية والبيئية والثقافية.
وفي القمة تسعى روسيا إلى التفاعل مع القضايا الأفريقية على الصعيد الدولي، ومنها الدعوة الأفريقية إلى إصلاح الأمم المتحدة، وأحقية حصول قارة أفريقيا على مقعد أفريقي في مجلس الأمن الدولي. وتستغل روسيا وضعها الدولي، باعتبارها إحدى الدول الخمس الكبار في مجلس الأمن الدولي، والتي تتمتع بحق النقض "فيتو" في إمكانية أن تُشكِّل درعًا دبلوماسيًا للعديد من الدول الأفريقية، مثل السودان وإريتريا، مما يُسهم في تعزيز علاقاتها الأفريقية.
ومن وجهة النظر الأفريقية، فإن روسيا تُشكِّل بديلًا استراتيجيًا لمحاولات الولايات المتحدة الأمريكية في الانفراد بقيادة النظام الدولي، ولدبلوماسية الصين الاقتصادية، وللنفوذ الباقي للدول الاستعمارية السابقة في أفريقيا.
ويشارك في القمة أكثر من 40 زعيم دولة أفريقية، وفي المنتدى الاقتصادي يشارك أكثر من 300 رجل أعمال من روسيا وأفريقيا.
يُذكر أنه في عام 2018، نمت التجارة بين روسيا والقارة الأفريقية بنسبة 17 ٪ وبلغت 20.4 مليار دولار.