سوريا واقع جديد.. نيويورك تايمز: انسحاب أمريكا أعاد ترتيب القوة بشكل دراماتيكي.. تخلت عن الأكراد بعد سنوات من الدعم.. سيطرة بشّار وطريق إيران الممهد وتعزيز تواجد روسيا أبرز مكاسب خصوم واشنطن

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في تقرير لها بعنوان "كيف اتخذت سوريا الجديدة شكلها"، كيف تسلسلت الأحداث في سوريا منذ انسحاب القوات الأمريكية منها وحتى وصلت إلى شكل جديد يغلب عليه التمكّن التركي من ناحية الشمال، وكيف شقت إيران طريقا ممتدا يصل بها لحليفها اللبناني «حزب الله».

الهدف التركي القديم 

ووفقًا للصحيفة، ففي غضون أسابيع قليلة، أعاد الانسحاب الأمريكي من شمال سوريا ترتيب القوة بشكل دراماتيكي في البلاد بعد ثماني سنوات من الحرب الأهلية، ففي البداية سيطر الأكراد المدعومون من أمريكا على الشمال الشرقي، بينما سيطرت الحكومة السورية على معظم الأجزاء الباقية.

وكانت القوات التركية موجودة بالفعل في شمال غرب سوريا، لكن تركيا أرادت منذ فترة طويلة إنشاء منطقة عازلة بعمق 20 ميلًا تقريبًا على طول الحدود بأكملها، لأنها ترى القوات التي يقودها الأكراد هناك إرهابيين.

لكن تلك القوات التي يقودها الأكراد كانت تقاتل إلى جانب الولايات المتحدة ضد داعش، حيث تمركز قرابة 1000 جندي أمريكي عبر القواعد والمواقع في شمال سوريا، بما في ذلك قاعدتان بالقرب من الحدود التركية.

اقرا أيضًا.. مستقبل داعش بعد مقتل البغدادي.. "الأمم المتحدة": ضربة كبيرة لتماسك التنظيم.. "خبير عسكري": البغدادي مجرد عقل مدبر وقادة ميدانيون يديرون التنظيم.. 4 مرشحين للزعامة أبرزهم "أبو عمر التركماني"

كيف بدأ الغزو التركي؟

وفي موقف اتهام لترامب بأنه المتسبب فيما حدث، ذكرت الصحيفة أنه ثم في يوم 6 أكتوبر الماضي، اتصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرئيس ترامب، وقال إن تركيا سوف تغزو سوريا، فطلب ترامب على الفور من القوات الانسحاب من هاتين القاعدتين، وبذلك سمح لتركيا بالتحرّك مغيّرًا بذلك سنوات من السياسة الأمريكية.

وتلا ذلك قصف تركي للبلدات السورية وإرسال قوات برّية عبر الحدود، وهو ماأدى إلى نزوح حوالي 200 ألف شخص وقتل أكثر من 200 مدني، وبعدها وصلت تركيا إلى الطريق السريع M4، وهو طريق حاسم يربط بين مركزين للأكراد كوباني في الغرب والقامشلي في الشرق، وبالسيطرة على طريق M4 قامت تركيا بذلك بتقسيم القوات التي يقودها الأكراد إلى قسمين.

وبحسب التقرير فإنه بتخلي الولايات المتحدة عن الأكراد، كان أمام الأكراد خيارات قليلة، ففي تحوّل وصفته بـ" المسرحي"، توصلوا إلى اتفاق مع عدو أمريكي، والمقصود الحكومة السورية، فتحت تلك الشراكة الباب أمام الرئيس بشار الأسد في محاولة لاستعادة السيطرة على البلد بأسره، كما سمحت الصفقة لروسيا، التي تدعم الأسد، بالمساعدة في احتواء التوغل التركي في سوريا ودخول المناطق التي كانت تحت الحماية الأمريكية قبل أيام فقط.

وبينما واصل الأمريكيون إخلاء قواعدهم، وقّعت الولايات المتحدة اتفاق وقف إطلاق النار مع تركيا والذي طالب بمغادرة القوات الكردية للمنطقة التي تتقدم فيها تركيا، وبذلك أعطت الصفقة موافقة أمريكية على خطط تركيا في شمال سوريا.

اقرأ أيضًا.. "نيويورك تايمز": مقتل أبو بكر البغدادي تحقق رغم ممارسات ترامب لا بفضلها

سوريا "مقسمة" بين روسيا وتركيا

بعد خمسة أيام، انقسمت سوريا فحصلت تركيا على المنطقة التي استولت عليها في شمال سوريا ووعدت بأن الكرد سوف يتراجعون مسافة 20 ميلًا، كما حصلت روسيا والأسد على الباقي، ومن غير الواضح ما الذي سيحدث مع الأرض التي يسيطر عليها الأكراد.

أحداث سوريا قتلت "البغدادي"

ذكرت الصحيفة، أن المشهد المتغير قد أحدث "وجعًا" في الخطط الأمريكية التي تستهدف زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، فما كان على الولايات المتحدة إلا التسريع بالغارة، وبمساعدة الأكراد قُتل "البغدادي" رغم العقبات.

وبذلك اكتسب أربعة خصوم أمريكيين، في ظل الجغرافيا السورية الجديدة، مكاسب لهم، وهي: توسعت سيطرة بشّار الأسد على سوريا، وأصبح يمكن لإيران الحصول على طريق طويل يمتد إلى "حزب الله" ذراعها اللبناني، كما أصبح لداعش فرصة لإعادة تجميع صفوفها وسط الفوضى، وعززت روسيا مكانتها كقوة أجنبية رئيسية في سوريا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً