أصبحت السناتر التعليمية جزءًا من كل بيت مصري به أطفال في المراحل التعليمية الأساسية، ومع عدم إمكانية السناتر قانونيًا فى تعليق يفط أو نشر إعلانات ومع تدهور حالة المدرس بالمدرسة وقلة العمالة باتت السناتر أهم المدارس، إلا أن يسعى الطلاب للحجز قبل بدء العام الدارسي، وانتشرت في السنوات الأخير بشكل ملحوظ، وأصبحت تجارة مضمونة لمن يريد الحصول على الكثير من المال دون بذل أي مجهود.
قالت أسماء ربيع طالبة بالصف الثالث الثانوي إنها تقريبًا منذ دخولها الصف الثاني الثانوي وهي لم تذهب إلى المدرسة إلا وقت الامتحانات فقط، لأن المدرسين أصلا مش بيدخلوا لنا الفصل، ولو دخلوا لنا بنفضل نضحك ونهزر وبس.
وأشارت أسماء إلى أن المدرسة لا يوجد بها إلتزام بالمواعيد المدرسية كما كان في السنوات الماضية قائلة:" المدرسة مبقيتش زي زمان نستنى لحد ما جرس المرواح يرن، لا دلوقتي ممكن أدخل المدرسة الساعه 9 أو 10 ولو زهقت ممكن أمشي بعدها بساعه أو ساعتين ومحدش هيقولى رايحه أو جاية منين".
وأضافت أسماء أن السنتر التعليمي بقى أهم من المدرسة لعدة أسباب، أولهم أن احنا بنستفاد فعلا ولولا السناتر كنا زمانا يا ساقطين يا بندفع اكتر من اللى بندفعه فالسنتر 100 مره، ده غير ان المدرس اللى مش بحضرله حصتين بيكلم ولي أمري ولو معرفش يوصله بيطردني ومبعرفش احضر معاه فى اي سنتر تاني، ومفيش مدرس بيقبل طالب من نص الترم لازم تكون معاه من أول السنه.
اقرأ أيضًا...الهدف من المدارس الدولية التابعة لـ"التربية والتعليم" استثمار أم تطوير؟
وقال الدكتور رضا حجازي رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم أن السناتر التعليمية لا يمكن أن تكون بديلًا للمدرسة وذلك لأن السناتر غير مؤهلة لا قانونيًا ولا مخطط لها لتنشئة جيل.
وأشار حجازي إلى أن السناتر أصبحت بديل للمدارس هذا كلام غير صحيح، وهذا موضح فى ممارسة المدارس على كافة أنحاء الجمهورية بمهامها في تعليم الأطفال والطلاب بجميع الفئات العمرية.
وقال الدكتور رضا مسعد الخبير التربوي ورئيس قطاع التعليم العام "سابقًا" بوزارة التربية والتعليم عندما تضعف المدرسة وينحصر دورها ويقل جهد المعلم المبذول داخلها يزداد حاجة اولياء الأمور إلى بديل وتكون السناتر هي البديل في هذه الحالة.
وأضاف مسعد أن وجود السناتر معناه ضعف دور المدرسة وغياب الرقابة والمتابعة المحلية والقومية على المدارس وعدم وجود حلول ناجحة لدى الوزارة والمديريات لدى الوزارة والمديريات والإدارات التعليمية.
مشيرًا إلى أن السنتر الا يمكن أن يكون بديلًا للمدرسةوذلك لأنه مكان عشوائي لتدريب الطلاب على النجاح في الامتحان، ولكنه ليس مكانًا مناسبًا للتعليم والاتجاهات والقيم والسلوكيات السليمة، ولا يوجد أى تعليم للمهارات أو الخلاقيات أو القيم، كمان أنه لا يوجد فى الستنر اى تدريبات أو أنشطه ترفيهية أو خدمية أو إجتماعية.
وتابع مسعد أن السنتر مكان عشوائي ولا يمكن أن يتوفر النظام والقانون في مكان عشوائي، فيما أن معظم مدرسين السناتر لا يهمهم غياب أو حضور الطالب ولكن الأهم هو دفع ثمن الحصة.
وأضاف مسعد أنه ينصلح حال التعليم فى مصر عندما تختفي السناتر ويقل الغياب ويعود التلاميذ إلى المدارس ويعود المدرسون إلى الشرح في الحصص، وذلك لا يتم إلا بغلق السناتر التعليمية بالإتفاق مع الوزارات الحاضنة لهذه السناتر بالمخالفة للقانون وهي وزارة الحكم المحلي ووزارة الأوقاف ووزارة الشباب والرياضة ووزارة الإسكان والتعمير ووزارة الداخلية ووزارة الشئون الإجتماعية من خلال فريق عمل لمواجهة الظاهره السيئة والقضاء عليها، نظرًا لأن السناتر موجودة في أماكن تتبع هذه الوزارات وأيضًا الساده المحافظين، ولا تستطيع وزارة التربية والتعليم بمفردها أن تغلقها.