اثار قانون جديد قدمتها وزارة الداخلية الألمانية للبرلمان الألماني ( البوندستاج) حالة من الجدل حول حقيقة توجه الدولة الألمانية ناحية الجالية الإسلامية في البلاد. فقد نص مشروع القانون الذي وافق مجلس الوزراء الألماني على أن يناقشه البوندستاج على إلزام الأئمة الدينين الذين يعملون في نطاق الدعوة وسط الأقلية المسلمة في البلاد على ألا يحصل الداعية المسلم الذي يقوم بالدعوة في أحد مساجد المسلمين في ألمانيا على تأشيرة الدخول للبلاد إلا بعد أن يثبت للسفارة الألمانية في بلده أنه يجيد اللغة الألمانية. وجاء هذا القانون الجديد ليثير أزمة جديدة أمام الجالية المسلمة في المانيا التي تستدعي دعاة للوعظ أو للصلاة على مدار العام أو في المناسبات الدينية .
اقرأ ايضا .. نهاية شهر العسل بين أردوغان وتميم.. تقرير تركي يكشف انقلاب الجزيرة على أنقرة
ووفقا للقانون الجديد المقدم من وزارة الداخلية الألمانية فإن الدعاة الموجودين حاليا بتأشيرات زيارة في ألمانيا سوف يبقون لفترة إنتقالية بشرط أن يثبوا إلمامهم باللغة الألمانية، ولم تتجدد تأشيرة الإقامة لهم إلا بعد أن يجتازوا اختبار يثبت إلمامهم بشكل جيد باللغة الألمانية. وقد أغضب هذا القانون الجديد الجالية الإسلامية في ألمانيا والتي سيتوجب عليها أن تراجع قوائم الدعاة المسلمين الذين يقومون بالوعظ في المساجد والمراكز الإسلامية الموجودة في ألمانيا.
اقرأ ايضا .. متظاهرو بغداد يغلقون مدخل مصفاة الناصرية جنوب العراق
وعلى الرغم من أن نص القانون الجديد المقدم للبوندستاج الألماني لم ينص على أن الدعاة المسلمين هم المقصودون مباشرة من وراء اشتراط إثبات إجادتهم للغة الألمانية، إلا أن مصادر إسلامية اعتبرت أن هذا القانون موجه بالأساس ضد المراكز الإسلامية ومساجد المسلمين في ألمانيا والتي تستقدم دعاة مسلمين في المناسبات والأعياد الإسلامية، ولتطبيق هذا القانون بشكل عملي يتعين على المسلمين في ألمانيا أن يعيدوا التواصل مع المؤسسات الدعوية حول العالم لاستقدام وعاظ ورجال دين من الذين يجيدون اللغة الألمانية، وهو ما يعتقد كثير من قيادات الجالية الإسلامية في ألمانيا أنه أمر قد أصبح بالغ الصعوبة في الوقت الحالي.
اقرأ ايضا .. إيران تعلق رسميًا على أنباء احتجازها مفتشة من الوكالة الذرية الأممية
وربطت مصادر إسلامية بين الجالية المسلمة في ألمانيا، ومعظمهم من الجنسيات العربية والتركية ، بين القانون الجديد وبين تصاعد المد العنصري ضد المسلمين في الشارع الألماني، وظهور أصوات نازية جديدة تطالب بطرد العرب والمسلمين من ألمانيا وتعتبر أن وجود المسلمين في ألمانيا يهدد استقرار الدولة الألمانية ويسبب ما تزعم هذه الأصوات العنصرية بأنها تهديدات إرهابية تجاه غير المسلمين في ألمانيا . لكن بالرغم من ذلك لا أحد يعلم ماذا تريد الأغلبية في ( البوندستاج) وكيف سيصوت على هذا القانون ؟
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
