يقول المولى سبحانه وتعالي في الاية 7 من سورة السجدة : ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون، فما هو العذاب الأدنى؟ وهل المقصود بالعذاب الأدنى العذاب الذي يصيب المؤمنين في الدنيا ؟ أم أن المقصود بالعذاب الأدني عذاب يصيب بني إسرائيل الذين جاء ذكرهم في سياق الآيات التي سبقت هذه الآية ؟ حول هذه الأسئلة ذهب جمهور من الفقهاء إلى أن
المقصود بالعذاب الأدنى المصائب والابتلاءات التي تصيب الإنسان المسلم في الدنيا، وهذه الابتلاءات هى امتحان واختبار لتكفير ذنبه ورفعة درجته، وليست دليلاً على غضب الله، بل هي دليل حب الله إياه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيراً يصب منه، وهو الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه والأمام أحمد في مسنده.
كما قال جمهور من المفسرين: إن المراد بالعذاب الأدنى هنا: عذاب القبر كما قال سبحانه: فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون. يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون .وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون لكن هذا التفسير لا يتسق مع ما جاء في ختام الآية من قوله ( لعلهم يرجعون) ، ولشطر الآية ( لعلهم يرجعون) دليل على أن هذه الآية الكريمة تقصد بالعذاب الأدنى الابتلاءات في الدنيا للقوم المؤمنين الخارجين عن طاعة الله وأن هذه الابتلاءات هى العذاب الأدني الذي يذيقهم الله هذا العذاب ليرجعوا لله تعالى وليكون هذا العذاب الأدني إنذار لهم وتنبيه لهم من غفلتهم وابتعادهم عن الله. فالآية على ذلك ليس مقصود بها بني إسرائيل ولكن مقصود بها قوم مسلمون مؤمنون يريد الله أن يعيدهم لطريقه بعد أن يذيقهم العذاب الأدنى في الدنيا.